قصة قصيرة للأطفال/ شجرة المسرات / بقلم الأديبة / فاطمة المخلف

‏

           قصة قصيرة للأطفال
              شجرة المسرات

                   الأديبة

               فاطمة المخلف                     
$$$$$$$$$$$            

من عمر 10حتى 15سنة
جلست تحت ظل الشجرة الكبيرة شجرة التوت التي تعود أهل القرية أن يسمونها الشجرة الجدة ،

لأنَّ كل الذين يعيشون في هذه القرية الجميلة التي تقع على ضفة نهر صغير بالقرب من سفح جبال متوسطة الارتفاع . الكل لا يعرف عمر الشجرة يعرفون أنها ملعب طفولتهم .

يأكلون منها التوت ربيعا 

وتشبع النمل منها ، وأيضا أغصانها حضن لأطفال القرية يعلقون عليها أراجيحهم من الحبال . 

وهي مضمار لسباقات الأطفال 

التي تبدأ من دروب القرية ونهايتها الشجرة الجدة .

تذكرت مروى وهي تجلس على الغصن أنَّ جدتها حكت لها حكاية عن الشجرة الجدة بأنها قصة روتها جدتها لها .

وأوصتها ألاّ تخبر أحدا بما قصته لها .

- بنيتي مروى  ..  لا تخبري أحدا بذلك

 إنَّ هذه الشجرة المعمرة لها قصة أسطورية

 كانت امراة خيَّرةً تحب العطاء ولها أطفال أربعة ، كانت فارعة الطول جميلة ،

 رأها أحد زوار القرية وكان جباراً غنيا

أراد أنً يأخذها ويرمي أطفالها 

صعب عليه الأمر

 فهربت ليلا من القرية بعد أن استودعت أبناءها لأمها وأختها في القرية وخرجت بإتجاه الجبال كيلا يخطفها الجبار .

وعندما استفقنا صباحا ..

اجتمع أهل القرية عند موقع الشجرة التي   لم تكن موجودة وبدأوا يصرخون
- تعالوا انظروا شجرة مثمرة كبيرة في   طرف القرية ! 

اجتمع الجميع حولها وبعد التعجب من وجودها وكيف جرَتْ كانوا يسمعون صوتاً من داخلها يقول
-حرموني أبنائي وطفلي الرضيع الذي مازال يرضع اللبن
-سأبقى في كل عام مثل هذا اليوم أجعل العصافير فوق أغصاني تطعم صغارها لبنا كي أعوض حنيني لابني الرضيع .

تعجبت مروى وقالت:
- جدتي وهل تتحدث الأشجار؟
-قالت الجدة : 

-يا بنيتي لكن عندما يستفحل الظلم في الأرض فإن الله يحدث المعجزات للمظلومين ليخلصهم

 خاصة إذا صبروا وتحملوا وأوكلوا أمورهم لله تعالى بنيّة صافية .

ومن وقتها يا بنيتي هذه الشجرة يحبها أهل القرية كثيراً لكنهم لا يعرفون أيَّ يوم تعطي عصافيرها اللبن للصغار ، وكثير من أهل القرية لم يصدقوا بوجود لبن للعصفور وهو يبيض بيضا

 تذكرت مروى حديث جدتها جيداً

 وتذكرت الظلم الذي يمارسه عليها زوج أمها ويريدها أنْ تتزوج ابن اخيه الذي تكرهه كثيرا .

ويهددها بأنه سيطردها من البيت إن لم تقبل بعرضه وتتذكر كيف يضرب أمها ويشتمها
-عليك أن تقنعي ابنتك أن تتزوج ابن اخي، -أنا تعبت معها وربيتها وهي جميلة ومؤدبة حرام يأخذها أحد غريب
 ابن أخي أولى بها اقنعيها،

 كانت مروى محتارة ومنزعجة على أمها وما يفعله بها حتى رأت في الحلم أن تجلس فوق الشجرة الجدة وتشرب لبن العصفور فينفرج أمرها وأمر أمها وتتخلص من ظلم زوج امها . 

وهي كل يوم تحضر وتجلس فوق الشجرة ولا ترى شيئا .

فجأة تحرك الغصن بقوة وشعرت كأنها ستسقط. 

تمسكت جيدا فإذا بعصفورة كبيرة تمسك عصفورا صغيرا بمنقارها وقعا في حضنها أمسكت بهما ولفت طرف الثوب فوقهما كي لا يقعا وتذكرت كيف تخاف أمها عليها وتحنو عليها ،
جلست وهي تنظر لها فإذا بالعصفورة تخرج اللبن من فمها فيفتح الصغير فمه ويشرب من أمه تعجبت !!
وفركت عينيها!

-أاانا بحلم أم حقيقة؟
لبن عصفور صرخت فرحة يالله أنت المخلص لعله الحليب الذي وعدتُ به في الحلم أمسكت العصفورة الأم وضعت يدها تحت منقارها قائلة :
-يا عصفورتي أريد بعض القطرات من لبنك علَّ الله يفرج كربي وكرب أمي ويخلصنا من ظلم زوجها.

-أنا يتيمة معذبة وأحزن لعذاب أمي وضرب زوجها لها كل يوم بسببي، وأنا صغيرة السن وأكره ابن أخيه وهو مُصِّرٌّ على تزويجي له 

اعطني بعض القطرات علَّ الله يفرج همنا .

ارتعشت أغصان الشجرة واهتزت رفرفت العصفورة بجناحيها بعد أنْ طار صغيرها شبعا.

وبدأتْ تفتحُ منقارها وتصبُ قطرات من اللبن في كفها ومروى تلعق اللبن وهي تحمد الله على مساعدته لها وأخيرا أنها وجدت لبن العصفور
 ولما انتهت سمعت صوت أمها من بعيد.

 التفتت فإذا بأمها تركض وهي تبكي مناديةً مروى مروى:
-أين أنت يا ابنتي ؟

طارت العصفورة مذعورة من البكاء
 نزلت مروة فرحة لتخبر أمها وتستفسر عن بكائها وركضها.

التقتا تحت الشجرة وكل منهما تريد إخبار الأخرى بالخبر السار 

وكلتاهما تبكي بحرقة .

والشجرة تهتز أغصانها وتنزل حبات التوت الحمراء الشهية. 

وامتلأت أغصان الشجرة بالعصافير التي راحت تزقزق بفرح ،
-ابنتي لقد مات زوجي في الحقل
-- بعد أنْ سقط من فوق الحصان وهم الآن يصلون عليه في المسجد

لدفنه 

عودي للبيت أخاف عليك أن تبقي هنا عند الشجرة الجدة.
-لا يا أمي لقد شربتُ لبن العصفور ماذا؟!!
- الأم باستغراب بنيتي!  

ماذا تقولين لبن العصفور ! ?
العصافير تبيض وليس لها لبن.

لا لا يا أمي شربت لبن العصفور وتحققت تفسير حلمي وانفرجت كربتنا من الشجرة الجدة أخذت الأم تحضن لبنتها وتحصنها بآيات الله وهي تقول : -لا تخافي لقد ذهب الظالم

 وانفرجت أمورنا .

عودي للبيت 

وسوف تتعلمين وتحصلين على الشهادة التي تحلمين بها

 بأن تكوني عالمة بأنواع حليب الحيوانات وطرق الحفاظ عليها 

 ........      

              / الأديبة   

Fatema Mukhlef Mouhamad