الأربعاء، 25 مارس 2020

بوابة الزمن ** الأديبة / علا العامرى Ola Alamri‎‏ ...........


بوابة الزمن

الأديبة
علا العامرى 
...........

بعض الأمور خلقت كالغزل متشابكة مع بعضها تفكيك هذه الخيوط ورتقها من جديد قد يستغرق وقتًا أحياناً..
كالحلم بباطن الحلم
المشابه للسفر عبر الزمن وأنت في اليقظة 
** 
تتمتم بصوت خافت امرأة أربعينية العمر تجلس مع ولدها الذي بلغ سنه القانوني منذ عدة أيام،،
وهي تحتضن صورة محاطة بشريط أسود بين يديها..!!
-والودق يكاد يهطل كالمطر الهتان على أرض أنهكها الضمأ من عينيك فقد أضرم الفراق فؤداكِ
حتى بتِ رمادًا آفلةٍ كحبة كستناءٍ مهترئةٍ من السوادِ
بسبب سهو الطاهي عنها أثناء انشغالهُ ببرد الشتاءِ..!!

**  
  يتابع ولدها الذي يجلس بجانبها الحديث بداخله وهو يصغي لنبرات حديثها المفعمة بالألم..!
الأم وبنبرةٍ يشوبها الأرق 
تزينها أبتسامة مقنعه..!
_
هل تعلم؟!
_
الابن: ماذا؟!
الأم: في أحدى ليالي الشتاء الباردة حيث كان الرعد يقصف
في وسط السماء..،،انقبض قلبي وبدأ كل شيء يرتعش في داخلي كأني فقدت السيطرة على جسدي
بعد مدةً من استيقاظي..
كنت أشبه بتائهٍ في غابةً كثيفة الأشجار
دائريةٍ..
 ** 
عندما أصطدمت عيناي بلوحةٍ معلقةٍ
فوق أحد الأبواب كُتب عليها 
( باب الشيخ الطوسي )،،
فور تذكري لذلك الصوت...
الذي لازال إلى الآن في أذني
كان أشبه بنوتة موسيقية أزلية الهوى
يثمل الأذن صدى إيقاعها..!!،،
حيث بات الزمان رتيبا
 أشبه زهرةٍ متمسكة
بطرفِ غصنٍ ضعيف لشجرةٍ هرمةٍ 
على وشك السقوط
لتشعب أفنانها،،من الجنائن المعلقة!!
لرجل طويل القامة

**  
  أشبه بنجمة متوهجة يهتدى بها الرحالة
في الصحاري الحالكةَ الدجى..!!
شعره كأنه من الحرير..
ذو لحية بيضاء وشعر يكسوه الشيب
رغم هذا
 لكنه بدا كأنه في الثلاثين من عمره..!!
بابتسامة تحيط الروح بالصبابة..!
أهداني حمامتين مختلفتين في العمر
بدتا كزهرتا لوتس بيضاء..
وقتها راودني شعور
الجالس في صالة انتظار العمليات
ليستعد لانتزاع قطعةٍ من جسده
لكن الحمامة الكبيرة أمانةً لديكِ
سأعود لأخذها عندما يحين وقتها ..!!
**  
 - الابن: ومتى حدث هذا؟!
الأم_عندما كنت في الثانية عشرة من عمرك
قبل ولادتي لأختك نور ببضعة أيام..!!
وفجأة يقطع الحديث صوت زوجها الذي
استيقظ لتوه على صوت صفير الرياح
وهو يضرب النافذة بقوة حيث نسوا
إغلاقها قبل النوم..!!
وبصعوبة بالغة تنهض من النوم
لتتفاجئ بمخاضها الأول..
-الزوج: يا الله لقد حان وقت الولادة
-الزوجة: بدهشة ماهذا هل سافرتُ عبر الزمن
أم هو الحلم بباطن الحلم ..!!
**  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...