الجمعة، 10 أبريل 2020

قصة قصيرة بعنوان ** طفل صغير ** من مجموعته عتمة الأيام ** الروائي قدري المصلح


 قصة قصيرة بعنوان 
طفل صغير

من مجموعته

عتمة الأيام

الروائي قدري المصلح
.........

جئت إلى الدنيا أحبائي كما يجيء الموت من النافذة الخلفية لمنزلنا القديم ،
 كنت ميتا من أول يوم ولدتني أمي ، وسرت على الأرض لا أعلم شيئا قبل يوم ولادتي غير قصة الموت ، 
أحداث البداية هي التي جعلتني أظن هذا ، كنت أرى الأرض واسعة جدا أمامي ، ولكني ذات يوم عدت إلى أمي باكيا تنزف الدماء من وجهي ، ولا أعلم من الذي ضربني بشئ سبب لي هذا النزيف والألم .
أمي ضربتني أيضا من جديد ، رغم النزيف والألم أمي ضربتني وهي تصرخ :
« لا تعد إلي باكيا ، أضرب قبل أن تضرب »
وكنت أنا ما زلت طفلا صغيرا لا أرى أن لي عدو يجب أن أبحث عنه 
«لن أغفر لك أبدا إذا لم تعرف من الذي ضربك وتسترد ضربتك ».
كان أخي يضحك علي كثيرا من حديث أمي ، سرعان ما شرعت الأرض الفسيحة على تضيق ، وأصبحت الشمس حارقة جدا ، لا أستطيع النظر إليها،
 بكيت ذلك اليوم كثيرا ، كنت أتألم من حديث أمي ، وضحك أخي علي بفرح .
غريب الحديث أمي قالت :
« لم يعد شقيقك باكيا يوما من الأيام إلي ، طالما كان يأخذ حقه من أصحابه قبل أعدائه »
وهذا ما جعلني أفكر أن أبحث الآن عن الذي ضربني وأعود إلى أمي أحدثها عن ما سيحدث له عندما أجده .
عدت وسرت في نفس الطريق ، شاهدت يد طفل مثلي تمسك حجرا يختبئ خلف جدار منزل ،تجاهلت النظر إليه قاصدا ، أريد أن أعلم لماذا يريد هذا الطفل ضربي ؟
وهكذا .. بعد شعور أن حان الموعد ليضربني ويهرب ركضت نحو الجدار مسرعا ، ولم يستطع هو الهرب ، وعرفت من هو ، كان أخي الذي ضحك علي كثيرا أمام أمي في المنزل عندما عدت باكيا تنزف مني الدماء .
ركضت إلى منزلنا ، حدثت أمي عن أخي ، ضحكت أمي كثيرا ، وصرخت :
« كان أخوك يلعب معك »
عندئذ أيقنت أننا أموات ، أموات منذ زمن بعيد ،
 حيرتي لم تنته بعد ضحك أمي ، بقيت أناقش الأمر مع نفسي ، وصدقت أخيرا حديث أمي أن أخي كان يلعب معي .



 قصة قصيرة بعنوان 
طفل صغير

من مجموعته

عتمة الأيام

الروائي قدري المصلح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القصة القصيرة *** عدو غادر *** الأديبة الراقية / وفاء صابر ( بيبه بيبو ) ...... مصر ......

القصة القصيرة  عدو غادر الأديبة الراقية  وفاء صابر (  بيبه بيبو  ) ......مصر ...... .......   عدو غادر .......... دلال سيدة ت...