.........
قصة
في أتون الزحام
*************
بقلم الأديب/
راهب الفكر
أحمد عفيفى
/في أتون الزحام /قصة
*************
لم يكن قد مرً على تعارفهما إبًان رحلة العودة سوى سويعات تجاذبا فيها أطراف حديث عابر وحدث بينهما انجذاب وتوافق في الرؤى والمشاعر.
وعند نزولهما من القطار اتفقا على اللقاء بأمس نفس اليوم بأحد الفنادق المطلة على النيل
ذهب قبل الموعد كعادته
وراح يتمتم لنفسه مغتاظاً:/
لماذا تأخرت وهمّ بالإنصراف.
لكنه وجدها واقفة أمامه تنظر إليه في هُيام فتمتم لنفسه ثانية:/
كم أمقت اندفاعي لابد أنها استنزفت وقتا لتبدو ساحرة هكذا ,لا لا هى بالفعل جميلة وفاتنة
*عالجت مشقة اعتذاره بابتسامتها المريحة ,
جذبت يديه وملست عليها برفق ,خرجت كلماته مخنوقة:/
أنتِ رقيقة وجميلة حقا ,
سحبت يديها برفق وأوشكت تسقط,
أسندها حتى وصلا للمنضدة ,تلفًتت لبقية المناضد ثم عادت وجلست ,
قرًبت ظفر أصبعها الصغير من كأس الآيس كريم تداعب قمته الحلزونية قائلة:/
مازال متماسكاً رغم الحر الشديد,
أمعن النظر في وجهها , وجهٌ بهيٌ وفاتن لكنه يحمل طقوساً خريفية,قاطعته قائلة:/
ألا
نتمشى قليلا؟
,لم يُرُد كان منشغلاً برصد مفاتنها ,باغتته بسيل من الضجكات الصاخبة,
نظر الجالسون بدهشة, ثم قالت:/
من يراك الآن ,ويراك منذ دقائق؟ ثم انفجرت بالضحك ثانية,
فانفجر معها ضاحكاً,لم يلتفت الجالسون,
كانت سعادته غامرة تمنًى أن تظل تضحك وتضحك,لكنها سرعان ما استعادت طقوسها الخريفية,قالت انها لا تبحث فارس يمتطي حصانا أبيض ,
انها تبحث
عن سبيل يمنح بعض الدفئ,
أقسمت أنها كانت سعيدة بالجنين رغم فداحة الظلم وقسوة السياط كانت تتحسسه وتشعر أنه ملك سيحملها ويصعد بها فوق خطايا السنين ,لكن السياط تكاثرت وضاع الملك
*كان الضجيج المنبعث من الكاسيتات والفاترينات بوسط البلد,
وروائح الشواء والكباب والمشويات,
أومأ لها فابتسمت ولكنها ترددت عند المدخل واصلا السير حتى يعبرا الرقعة المتبقية من الليل ,أحست ببرودة فألبسها جاكته وأحاط خصرها بذراعه الطويل ,نظرت إليه بانتماء ,قال:/
ماذا لو نكمل بضريح سيدنا الحسين؟
ضحكت وتشبثت به أكثرقالت:/
أخشى ألا يتكرر هذا ثانية , ثم أخرجت شهقة وأتبعتها بزفير طويل وأردفت:
أتصدق أننى حتى الآن لم أقترف شيئا أخجل منه!؟
لم تنتظر رده تابعت:/
لماذا يصرون على الزج بإمرأة وحيدة في الجحيم؟
ثم دفنت وجهها في كفيها وأجهشت
شعر بوخزات متلاحقة تدب في قلبه وتعمل بقسوة,أنقذه صوتها العائد.. قالت:/
أشكرك بشدة ولن أنسى هذه الليلة ما حييت ,
تلعثم قليلا وحاول يستجمع كلماته ,
أردفت:/
أنت رجل طيب ليتنا تقابلتا في الشمس,ثم خلعت جاكته كأنها خلعت جزءأً من قلبه
*عصفت الأفكار برأسه وظل يفكر ويفكر ثم همُ بالكلام قائلا:/
نعم أنا أحببتك وأريدك وسنبدأ سوياً لن يقف بيننا
... و..
*كانت قد عبرت الإشارة الخضراء
وبدت كظلٍ يتصاغر ويتصاغر حتى تلاشت في أتون الزحام
.........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق