قصة قصيرة
وجهي
الحقيقة
بقلم
Sayed Taher
.............
قالت له :
إنني أحببتك وتعلق بك قلبي وفكري وأصبحت جزءًاً من حياتي ..
ولكني لا أقبل أن أخدع الإنسان الذي أدخل السعادة على حياتي ..
ولذلك سوف أصارحك بالحقيقة المرة التي لم أذكرها لك حفاظاً على حبنا الذي عشناه دون أن نلتقي ..إنني عاقر..
ولن يمكني أن أنجب لك أبناء يحملون اسمك
.. صمت ولم يجب ..
ظنت للحظات أنه صدم بهذا الاعتراف ..ولكنه أجابها بصوت هادئ ينم عن عدم اكتراث قائلاً..
هه وإيه كمان؟
قالت وليس لدي رحم .. ليعالج
قال : جميل جداً.. فأنا لم أطلبك للزواج كي تشرحي هذه الأمور الخاصة جداً.. انفعلت وقالت له بعصبية يعني كنت بتتسلى ؟!!..
قال : ولا ب أتسلى.. ويعلم الله كم أحبك بإخلاص وأنك الإنسانة التي أرسلها الله لي كي يعوضني عما فقدته من سنين عمري في البحث عمن تناسب وضعي وظروفي الصحية..
فأنا لدي ثروة كبيرة جمعتها من الحلال من عملي الخاص ولكني مريض ..
نعم مريض بمرض يمنعني من الزواج والإنجاب .. اندهشت من صراحته .. وهو يخيرها بأن تقبل الزواج به على هذه الحالة أو ترفضه !!؟ … فتشجعت … وألقت بقنبلة الاعتراف الكبرى بحالتها.. التي لم يكن يتخيل أن هذه الفتاة الرقيقة ،، الجميلة المثقفة هي عليها …
قالت له سأعترف لك بالحقيقة التي لا تتوقعها… إنني متحولة .. ؟
!! ..نعم متحولة ..
كنت ولداً شكلاً !!
ولكني لم أشعر يوماً أنني صبي كانت الفتاة بداخلي تعذبني من سجنها الذي فرضه عليها المجتمع المنافق الذي يهرب من الحقيقة إلى خدعة الشرف والعيب …
كنت أميل لكل ما يخص الفتيات من مكياج وألعاب وملابس ..
مما جعل والدي يرسلني يلجأ لحيلة الهروب من التقاليد والعادات السقيمة وأرسلني للخارج لإنقاذي من الجنون والانتحار و لإكمال تعليمي وهناك تم إجراء عملية تحويل لتكتمل مشاعري مع شكلي الخارجي ولأصبح فتاة سوية المشاعر والمظهر …وعُدت ..بإسم جديد كأحد أقارب أبي الذي كان يعيش في الخارج ومات وترك فتاة ضعيفة يتيمة أمانة في عنقه وتولى والدي الحقيقي العناية بي .. كان يستمع إليها وهو صامت
..ومندهش ولكنه كان يشعر بداخله بالصدمة و بالرضى عن هذه الفتاة في نفس الوقت عن هذه الفتاة التي بعثها الله له لتشاركه الحب من أجل الحب …والإخلاص والوفاء وتقاسمه الشقاء والسعادة ومشوار الحياة الذي رسمه القدر لهما دون تدخل من كليهما إنما يد الله التي هيأت لهما طريق الوفاق و الحياة الجديدة السعيدة… وليتبنيا طفلاً يتيماً جميلاً… عرفاناً بفضل الله وكرمه …وليشاركهما طريق الحياة بما فيها سعادة وشقاء . .
سيد طاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق