الأحد، 11 سبتمبر 2022

قصة قصيرة *** صندقچة *** بقلم الأديبة الراقية / الكاتبه مها حيدر ‏ ..............

قصة قصيرة

صندقچة

بقلم الأديبة الراقية 

الكاتبه مها حيدر

.............. 



صندقچة

صعدنا في ( الربل) ، عربة خشبية جميلة يجرها الحصان ، مكشوفة من الأعلى.

 لنرى السماء وشمسها بأبهى صورة تسعدنا بجمال منظرها ونسيم هوائها .

 ذاهبين الى جدتي شوقًا لرؤيتها .

دخلنا الى بيتها ، جمال في كل شيء.. 

القهوة جاهزة في الدلة ، ورائحة ( الدولمة) تعم المكان ، المفروشات جميلة وألوانها زاهية تملأ المكان بهجة 

وسرورا .

- مرحبًا ( بيبي ) .. كيف حالك ؟

- أهلا وسهلًا حبيبتي الجميلة ، أنا بخير ، (نورتوا) البيت .

أجتمعت العائلة في الحديقة قرب شجرة ( النارنج ) والسعادة لاتفارقهم ، أما أنا وبقية الأطفال فقد بدأنا اكتشاف البيت ومحتوياته باختصار ( مغامرة) .

وجدنا دمية جدتي القديمة فذهبنا بها إليها ..

- انظري ماذا وجدنا !

- ياااا… إنها دميتي ، كنت ألعب بها وأنا صغيرة ، جلبتها لي أمي  من سوق ( رأس الحواش) في الأعظمية ، هدية عيد ميلادي ، كان حبي لها لا يوصف .

- كنت شابة بعمر الورود .. مازحها أبي مع قبلة على

 جبينها .

-ما زلت شابة بعمر الخامسة عشر ، ها.ها.ها.

تعالت أصوات الضحكات البريئة ، وشعرنا بالمحبة  والحنان الذي غمر المكان بالدفء والأمان .

واصلنا التجول والبحث في باقي الغرف ، دخلنا غرفة جدتي القديمة ، رأينا في الزاوية صندوقًا خشبيًا له باب يفتح للأعلى مطرز بأحجار فيروزية مع نقوش و مسامير ذهبية غاية في الروعة .

حاولنا فتحه ، لكنه مقفل بقفل كبير لا يشبه ما نراه اليوم .

جاءت الجدة مسرعة :

- يا إلهي .. لا.لا.لا تقتربوا من (الصندقچة ) .. هل فتحتموها ؟!

- لقد أفزعتنا يا (بيبي) وما هذا الاسم الغريب ؟!

- ماذا ؟! إنها خصوصياتي ، لا أسمح لأحد بالعبث بها ، هذا الصندوق هو هدية عرسي وكنا نسميه أيام زمان ( الصندقچة ) ، رجاءً لا تخالفوا هذا ، ولا تقتربوا منه .

- ماذا يوجد بداخله يا ( جدتنا الحبيبة ) ؟

- أشياء تخص المرأة ، ملابسها ، أحمر الشفاه ، المشط ، الأكسسوارات وغيرها .

- أنا أريد واحدة إذًا .

ضحكت أمي وقالت :

- ها.ها.ها . عندما تكبرين

 قليلًا .

وضعت يداي على خصري …

-أنا أيضًا لدي خصوصيات ، مثل حلوياتي التي أراها ناقصة باستمرار ، فستاني الأحمر ، حذائي المدرسي ، ألعابي التي تضيع دائمًا ، ألم تقولي إني أشبه جدتي …

سمعت أصوات ضحك عائلتي… فضحكت معهم .

............

مها حيدر

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القصة القصيرة *** عدو غادر *** الأديبة الراقية / وفاء صابر ( بيبه بيبو ) ...... مصر ......

القصة القصيرة  عدو غادر الأديبة الراقية  وفاء صابر (  بيبه بيبو  ) ......مصر ...... .......   عدو غادر .......... دلال سيدة ت...