الأربعاء، 5 أكتوبر 2022

قصة واقعية *** حب في المرحلة الثانوية *** بقلم الأديب الراقي / الشاعر نذير اللهيبي ...............

            قصة واقعية

حب في المرحلة الثانوية

بقلم الأديب الراقي

الشاعر نذير اللهيبي

...............


حب في المرحلة الثانوية

...................

منذ نعومة أظافري وأنا أحلم بأن تكون شريكة حياتي

 من اختياري و ليس كالأعراف والتقاليد العشائرية

 أبن العم لبنت العم وأبن الخال لبنت الخالة

كواقع حال نعيشه وفرض علينا ونحن ندور في هذا الموضوع فكم من البيوت هدمها الطلاق بسبب التعصب

الديني والقبلي لم أكن أعرف مايدور بداخلي مرت دراستي الإبتدائية كلمح البصر ومن ثم المرحلة المتوسطة وأتتني المرحلة الثانوية مرحلة المراهقة والشباب لم أكن أعرف أن الحب سيدمر حياتي بل مستقبلي الذي بنيته منذ الصغر كنت أحلم وأنا أدرس في الكلية وأعيش قصة حب كما كنا نسمع من الناس كانت حياتي جميلة جداً وأنا أعيش في كنف أبي لم أذكر يومًا أني عصيت له أمراً أو أني فعلت شيء يغضبه والاحترام كان شيئا أساسيا في حياتينا

أنهيت مرحلة العام الرابع وفي الصف الخامس أدبي كنت سعيداً

كنت أضحك وأبتسم للجميع لم أكن أعرف أن الفرح

 الذي سكن في قلبي سوف يتغير إلى حزن كما تتغير الناس عندما تأخذ منك ما تريد وتتركك وحدك لا تعرف ما المصير

خرجت ذات يوم وقلبي يحتله الفرح أسير في ذلك الطريق لم أكن أعرف ماذا ينتظرني وبينما أنا أسير فجأة رفعت بصري من الأرض لتظهر أمامي فتاة تيسر مع امرأة كبيرة في السن نظرت لها وتلعثمت بالكلام وفجأة ما أن أقتربت منها دخلت في قلبي بدون أستئذان وكأنها نزعت من كبريائي وثارت جنوني قابلتها بكل أدب واحترام وجسدي يرتعش كرياح تشرين عندما تحرك أغصان الأشجار وقفت أمامهن وقلت بكل جرأه أحببتك من صميم الفؤاد دخلتي قلبي بدون استئذان قالت : /

ماذا دهاك يا رجل؟

قلت لها: /

 وضعت قلبي بيديك أقتليني أقلعي قلبي من جسدي  ودعيني أرتشف من عينيك فنجان قهوتي أو سم زعاف وأرديني قتيلاً صرخت أمها وقالت : /

 هل أنت مجنون ماذا بك كيف تنطق بهذا الكلام ألم تعرف أنه أجرام ويقودك إلى السجن بدون إي كلام ؟

قلت لها:/

 السجن أرحم من عذاب أبنتك .

قالت : /

مابك عرفتني للتو كيف أحببتني بدون معرفتي؟

 قلت لها:/

 الحب أول نظرة أما عشق يشدك للحياة وإما طريح الفراش تنازع الموت فالحب يقتل دون سلاح سرنا معاً قليلاً وابتعدتا عني وعيني لأتفارق طيفهما ويشعل بين أضلعي النيران عرفت عنوان بيتها بعد عناء طويل كنت أترقب خروجها لعلي أراها ولو من بعيد لعل طيفها يشعل بصيص أمل في نفسي مرت الأيام إلى أن قررت أن

أتقدم لخطبتها وفعلاً ذهبت لبيتها استقبلتني أمها وعرفت

أنها يتيمة ألاب عرضت الزواج عليها وحصل النصيب بعد طول انتظار كنت حزينا وهي فرحتي مريضا وهي بلسم دوائي تزوجت منها ولكن سراً

لم أرد أن يعرف أحد بموضوع زواجي فقد كان أبي كبيراً في السن ويحدثني عن زواجي بابنة عمي كان يقول دائماً بنت عمك لك كان تاريخ زواجي منها 1994/11/4

قضيت أجمل أيام عمري بقربها فكانت نعم الزوجة ونعم التربية والأخلاق

لم تكن تكثر من طلباتها كانت رقيقة كالفراشه رزقني الله بعد طول انتظار بطفل أسميته (عمر )

 وبعد عام من زواجي منها

طلب مني أبي إن أتزوج من ابنة أخية كم تهربت وتجاهلت ولكن دون جدوى

وتزوجت أبنة عمي كانت الأعراف والتقاليد تحكمنا لم تغضب مني عندما علمت بزواجي الثاني كان المصحف لايفارق يديها وقيام الليل كان أنيسها مرت السنين بلمح البصر فكنت أختلق الحجج والأعذار لكي أجلس عندها وأرى عمر خمسة أعوام كان (عمر )مؤدب بشكل يفوق الخيال

لم يعرف أحدا بهذا الزواج كنت أخفيهم عن هذا العالم الموحش إلى ان أتيت يوماً إليها كانت تذرف الدموع بصمت ثار جنوني

قلت لها : /

مابك يا أم عمر؟

 قالت والدموع تتساقط كحبات لؤلؤ :/

أمي سوف تنتقل إلى بغداد

بطلب من خالي الكبير

هدأت من ألمها ببعض الكلام والهدايا وبعد فترة من الزمن انتقلت أمها إلى بغداد فكانت تزور أبنتها من حين إلى أخر

وأثر ذلك على زوجتي فكنت لها الأب والأم والزوج كنت أراها بعيني طفلة

أرعاها وأخاف عليها من برد ومن جوعٍ ومن قسوة الأيام

كانت تعشقني بجنون كانت تملك جوالا ككل النساء ولكن رقمي الوحيد فيه ورقم أمها

كانت كالوردة وأخاف عليها من شمس الصيف وفي يوم من الأيام أتصلت بي وقالت :/

 أريد أن اذهب أنا وعمر مع أمي إلى بغداد لزيارة الأقارب والأصدقاء قلت بتردد وغصة في القلب أن شاء الله خيراً

وفي اليوم التالي أصطحبتهم إلى موقف السيارات وأجلستهم بتلك السيارة التي كانت محطتها بغداد لتنطلق بهم إلى بغداد أذكر عمر كان ينظر ويتلفت يمنة ويساراً وهو يبتسم فقد كان جميل الخلق والأخلاق مر على مغادرة السيارة ساعة من الوقت وأنا أتصل بهم من حين إلى أخر لأطمئن عليهم لأنها أول مرة تفارقني فيها وتسافر بدوني.

 أتصلت بها مرة أخرى ولكن لا أحد يجيب.

 اتصلت واتصلت ولكن لا أحد يجيب ضاقت بي الأرض بما رحبت وأسكنتني بواد أسود 

مقتتر لم أعرف ما المصير كنت أقول في نفسي أتمنى أن جوالها ضاع أو سرق منها حاولت الاتصال ولكن دون جدوى

وفجأة رن جوالي نظرت بغضب يشع من عيني من المتصل بهذا الوقت وإذا بي أرى حبيبتي هي من تتصل أشعل في قلبي بصيص أمل رفعت جوالي وقلت لها/

 مابك ؟ وماذا دهاكِ ؟ أين أنتِ؟

 كم أتصلت وكم أين كنتي وفجأة أجابني رجل

قلت له هذا جوال زوجتي من أنت و من أين لك هذا الجوال قال لي بكل أدب واحترام أخي هذا الجوال لعائلة حصل معهم حادث سير و لكن الحمدلله بخير إصابات خفيفة لاتشغل بالك وأخذ يثني ويهدئ من روعي أخذت منه العنوان وانطلقت بسيارة أجرة الى موقع الحادث طريق كركوك بغداد وصلت الى موقع الحادث والحزن والندم يأنباني ويشعل في قلبي النيران وأنا أذرف الدموع و أقول في نفسي ياليتني لم أوافق على رحيلهم إلى بغداد  .

وأنا احترق كشمعة في منتصف ليلة الشتاء ويترك المرء يحترق من شدة الحزن والانتظار وأنا أذكر آيات من القرآن ليطمئن قلبي كيف فعلت بكما يا بلسم جروحي  .

وما ان ترجلت من السيارة وجدت أناسا كثيرون واقفون حول الحادث هرعت مسرعاً ورأيت

 ويا ليتني فقدت البصر بتلك اللحظة وأنا أتخبط في السير كطفل تعلم السير للتو فرقت الناس وأنا أصرخ بأعلى صوتي حبيبتي

ووجدتهم ثلاث جثث هامدة هنا وهناك والدم يغطي المكان فقد أوفاهم الأجل جميعا وتركهم دون حراك رحلوا الى الدار الأخر رحلوا دون وداع

دون عناق دون أن أراهم فقلبي قد رحل معهم

 و ودعت الأفراح و استسلمت

للأحزان والجراح.

 ارتميت وأنا أصرخ بأعلى صوتي حتى فقدت وعيي أفقت بعدقليل وأنا أقبلهم كالمجنون دفنتهم الثلاثة بيدي ونثرت فوقهم التراب بدل الورود .

تبعثرت حياتي من بعدهم و ودعت أمنياتي أحلامي ضحكاتي

و أحتلني الخزن والندم كيف أعيش بقية عمري وعمري في هلاك

لماذا أحتفظت بهم عن هذا العالم ؟

لماذا لم أعلن عن زواجي وتعيش حبيبتي كا كل النساء ؟

 لماذا لم أخبر أهلي عنهم لماذا ولماذا وألف لماذا تدور في رأسي كل يوم تشرق فيه شمس أسئلة كثيره تدور في فكري وتبعثر شؤون حياتي لماذا تركتهم يرحلون؟

 اللهم لا اعتراض على حكمك وتبقى أرادة الله الواحد القهار فوق كل شيء  وتبقى غصة في القلب ونار لا تنطفئ إلى الممات حتى وأن تكلمت عنهم لا أحد يصدق قصتي وقصتي أغرب من الخيال ولكن الحب يجعل المرء يفعل كل شيء حتى وأن كان الثمن الحياة منذ ذلك اليوم وأنا أذكرهم في كل حين و أنا أذرف الدموع وأتمنى الممات فكيف يطيب العيش في دنيا

نهايتها مفارقة الأحباب  وأنت بيديك تنثر فوق أجسادهم التراب

الأديب نذير حمادي اللهيبي.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...