قصة قصيرة
و افترقنا بعد أن التقينا ،،،،
بقلم الأديبة الراقية
عبير جلال
............
و افترقنا بعد أن التقينا ،،،،
بينما أنا خارج من غرفة العمليات بعد أن أجريت جراحة عاجلة لمريض قلب،
وجدت سيدة تبكي بحرقة ،كانت تجلس وتضع وجهها بين كفيها وتضع وشاحا أسود على رأسها،،
سألتها لماذا تبكين سيدتي؟
فقالت :/
أبكي لأن زوجي بداخل غرفة العمليات تجرى له جراحة عاجلة لقلبه .
فقلت لها :/
اطمئني أنا الطبيب الذي قام بإجراء العملية وقد تمت بنجاح.
هنا رفعت وجهها من بين كفيها،
فإذا بها تقول:
أنت وأقول لها أنت.
أرتمت فجأة على صدري تبكي بصوت مرتفع وتقول.
أرجوك أنقذ زوجي وأبو أولادي،،،
هممت أن أحضنها ولكني تراجعت فرتبت على كتفها.
وقلت لها :/
أرجوك اجلسي واطمئني،،حالة زوجك مطمئنه،،وبعد أربع وعشرون ساعة سوف يخرج من العناية المركزة أرجوك لا تقلقي،،،
بعد أن جلست وهدأت روحها نظرت لها وقد إنسدل الوشاح عن شعرها،،
إنها كماهى جميلة وقد تخلل شعرها بعد الشعيرات البيضاء،،،،
قلت لها:/
كيف حالك الأن بعد أن إطمئنيتي على زوجك،،
قالت :/
الحمد لله،
سألتني هل تزوجت ؟
أجبت لا لم أتزوج،،،
سألتها هل لديك أولاد ؟
أجابت نعم ممدوح وحسام،
قلت :/
حسام قالت أسميته على اسمك،
نظرت لها فإذا بنظرات عيونها الساحرة أعادت معها ذكرياتي،،،
فتذكرت عندما تركت بلادي أنا وأهلي بسبب الحرب،
ونزلنا في تلك البلد وسكنت أمامها فقد كانت جارتنا،،كان عمري سبعة عشر عاما حين تركت بلادي أنا وأسرتي،،،كنت أختلس النظر من خلف نافذتي وأراها تجلس في شرفتها ،،
مرت الأيام وزاد تعلقي بها ،كانت أختي صديقتها فقررت ذات يوم أن أبعث لها جوابا مع أختي أعترف لها بحبي، ،فإذا بها ترد على جوابي بكلمات رقيقة وتقول وأنا أكن لك نفس الشعور،،،كم كانت فرحتي باعترافها بحبي ،،
مرت الايام وكبر حبنا في قلبينا ،،وإلتحقت بكلية الطب،وإلتحقت حبيبتي بكلية التربية،،،كنا نتقابل دائما، نقطف ثمار حبنا رحيق من الأيام،،،
زاد ارتباطنا وعاهدنا أن لا نفترق أبدا،،
بعد تخرجي من كلية الطب تقدمت لوالدها أطلب يدها،
ولكنه بكل قسوة رفض لأني مهاجر ولست من البلد،،حاول أهلي التحدث معه ولكنه رفض الموضوع نهائيا،،بل الأسوأ من ذلك صمم على زواج حبيبتي من ابن عمها الذي يعمل في السلك الدبلوماسي و حاولت حبيبتي الدفاع عن حبها ،ولكن كانت سطوة الأب أقوى فتازلت وقبلت الزواج غصب عنها،،،،
تزوجت حبيبتي بعد ستة أشهر،وسافرت وانقطعت اخبارها عني،،،
فقررت أن ادرس الماجستير والدكتوراه وتخصصت في جراحات القلب المفتوح،،،ومرت السنوات واشتهرت جدا في مجالي،فكنت احضر مؤتمرات بالخارج كثيرة،وفي أثناء حضوري مؤتمر طلب مني العمل في تلك المستشفى فقبلت فورا،،لأن حياتي لايوجد فيها إلا عملى وحبي الذي بداخل قلبي وأعيش على ذكراه،،،
وفي يوم رن هاتفى بضرورة الإسراع لقيامي بإجراء جراحة عاجلة لمريض حالته صعبه جدا، فيكون من حكم الزمن أن يكون زوج حبيبتي ،،
أفقت من ذكرياتي على صوتها تقول ،ممكن ياحسام أن اراه أطمئن عليه،،،
فقلت لها :/
حاضر سوف أجعلك تطمئنين عليه من خلف زجاج العناية المركزة،،،،هدأت روعها وهدأ بكاؤها عندما رأته ممدد في السرير وحالته مستقرة،،،،
قلت لها :/
أرجوك اذهبي استريحي في منزلك،وغدا إن شاء الله يكون فاق من البنج،،،،
بعد يومين خرج من العناية المركزة لغرفه،وظل في غرفه لمدة أسبوعين كنت أرى حبيبتي كل يوم لأني الطبيب المعالج لزوجها،،،
كنت اختلس النظرات لها،فهى حبيبة عمري،،،
حتى جاءت لحظة الوداع عندماتحسنت صحة الزوج وكتبت له الخروج من المستشفي و وتعانقت نظراتنا أنا وحبيبتي،وتعانقت أيدينا بالسلام،،،
وكانت لحظة الوداع تركتني ومازل حبي بداخل قلبها، وحبها يسري في دمي،،
لقد حكمت الأيام بهذا اللقاء،،
فافترقنا بعد إن التقينا،،،
بقلم عبير جلال
مصر الإسكندرية
٨/١٠/٢٠٢٢
..................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق