كنغانو
الأديبة الراقية
مها حيدر
..... العراق ....
كنغانو
أدوا التحية وركعوا له .. دقوا الطبول وعزفوا الأناشيد ، رفعوا الأعلام وخرج الجميع لاستقباله .
لقد جاء الملك ( كنغانو ) ..
وجه ملئ بالكراهية والشر ، قزم بغيض ، شعره أشعث مرفوع للأعلى ، وله لحية كأنها أفاعي سود ، يرتدي ملابس غريبة لا تشبه ملابس الملوك ، وقد أصابه الغرور مزهوًا بملكه .
جلس على عرشه الياقوتي وقد تدلت قدماه القصيرتان ممسكًا بعصى أطول منه .
قال بحقد :
هل بقي من الناس في الهند من لا يطيعني ولا …..
قاطعه أحد الحراس:
نعم ، لكنهم قلة .
- كيف تجرؤ على مقاطعتي .. سأدعو عليك ، ستموت حتمًا.
ركع قائلًا:
آسف .. آسف ، أرجوك لا تفعل هذا ، سأشتم نفسي .. انك تحب ذلك .
- أصمت .. خذوه من وجهي .
فحملوه وهو يصيح : لا ..لا أرجوكم .
- ها.ها.ها ، أنا ملك العالم ، يا ويلكم مني ، ها.ها.ها .
جاءت زوجته بجمالها الباهر وأناقتها الساحرة ، أستقبلها قائلًا :
- مرحبًا يا ملكة العالم .. يا لجمالكِ .
- اخجلتني .. آلا ابعدت عينيك عني !!
- كيف ؟!
دخل مستشاره حاملًا له خبرًا عاجلًا.
- مولاي .. جئت لك بمعلومات سرية ، زوجتك لا تعبدك وتتآمر عليك من وراء ظهرك ، وقد وسوست في أذان الآخرين انك …
- يكفي .. حقًا ما سمعته ؟! أنا ملك هذا العالم ، سأذبحك وأشرب من دمك .
- افعل ما تريد ، لكنك لست ملك هذا العالم ، ولم تملكه .
هنا جاء الوزير مسرعًا : لقد دقت ساعة الحرب ، الأعداء على الأبواب .
- ماذا ؟! ونحن لم نعد شيئا ؟
وسقط من على كرسيه ميتًا .
........
مها حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق