قصة قصيرة
(لعله خير)
إبراهيم عبدالفتاح شبل
.............
(لعله خير)
يمكث الإنسان وقتا وطويلا ليعلم ويتعلم إن ما يحدث له خلال يومه من نصر أو هزيمة أو من أشياء تجعلك سعيدا أو نكبات أو أزمات أو انتكاسات أو صدمة في أناس كنت تظن بهم الخير أو أناس عند معاملتهم وجدتهم أكثر مما كنت تظن هكذا الحياة تعلمك كل ذلك وأكثر لتقول بالنهاية دائما لعله خير لك أيها الإنسان
هكذا تعلمت منذ صغري عندما قرأت أول قصة وأنا بالصف الرابع الإبتدائي فكان المعلم يحضر مجموعة ويتم توزيعها بطريقة عادية أو عشوائية فيعطيك المعلم القصة وانت حظك
بالقراءة جاذبيتها مع القصة ونحن الأطفال تربينا على حب الأسد ملك الغابة أو النمر أو الفيل وحتى القرد دائما يحظى بحب الأطفال
ولذلك كنت أتمنى في نفسي أن تكون قصتي مع هذه الحيوانات حتى أتباهى بيها بين زملائي وخصوصا بالرسومات الموجودة على الغلاف أو داخل صفحات القصة ولكني صدمت عندما رأيت غلاف قصتي مرسوم عليه حمار وفوق الحمار ولد يمد عصى بنهايتها جزرة وبعد برهة قال المعلم من يقرأ قصته فعليه أن يقوم بتلخيصها في عشرة أسطر وغدا سوف نرى من أستطاع إن يجتهد في تلخيص قصته وفعلا بحصة التعبير جمع المعلم القصص منا مرة أخرى وكان يبتسم لبعض الزملاء مداعبا لهم سوف نرى الأسد أو سوف تقول ماذا أستفيد من الفيل ويقول للآخر أراك اليوم كثير الحركة مثل القرد والجميع يضحك وسعيد
ولكنه ناداني وقال:
لي أقرأ على الفصل قصتك مع الحمار العنيد
فبدأت أقول لعله خير هذا الحمار العنيد قد علمني ألا أيأس في معرفة الطريقة والحل المناسب لأي مشكلة هذا الحمار الذي رفض أن يسير نحو طريق المدرسة كأنه فيل أبرهة رافضا الذهاب إلى الكعبة فجميع محاولات الضرب كانت فاشلة معه ولكن عندما مررت بحقل جزر جاءت فكرة إلي وهي أن يكون الحل دائما فيما نحب فربطت الجزرة بنهاية العصى الطويلة وثم مدت العصى بالجزر أمام أنف الحمار الذي شم رائحة الجزرة بأنفه ورآها بعينه فكان بسباق الريح للحصول عليها ليأكلها .
وعندما وصلت إلى المدرسة بالميعاد المناسب
أخذت أطبطب على الحمار ليهدأ ثم أعطيته الجزرة كنوع من المكافأة هكذا يجب أن نتعامل مع أولادنا بالتربية أن ندفعه إلى الهدف عن طريق ما يحبه ويبذل جهدا ليحصل عليه بمثابة المكافأة لتحقيق الهدف ونقول بالنهاية لعله خير.
الكاتب / إبراهيم شبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق