القصة القصيرة
عقارب الساعة
للأديبة الراقية
الكاتبه مها حيدر
...............
عقارب الساعة
انتقلت العائلة إلى بيت صغير ، لابتداء حياة جديدة وسعيدة ، فالعائلة تتكون من الأب والأم وفتاة لا تكاد تبلغ العاشرة يدفعهم حماس وتعلو شفاهم الابتسامة وعلى الوجوه علامات الرضى ..
فتح الأب الباب قائلا :
بسم الله ..
- ما هذا يا أبي ؟!! ألم تقل إنه بيت قديم ، لكن لا أرى ذلك !!
- أنا أيضًا مندهش!!
لقد كان بيتًا مليئًا بالألوان الزاهية والأضواء الساطعة ، ويشعرك بالدفء .. يعني .. بيت كامل بأتم معنى الكلمة !!
كان الجميع مستغربين لمَ استخدم كان وهو فعل ماض ؟!!
هل حدث للبيت شيء ؟!!
لا تستعجلوا ، اصبروا قليلا..
كانت الأم تحس بشعور غريب يفقدها الأمان والراحة ، وكلما أخبرت زوجها(سمير) يرد عليها ضاحكا :
- هل أنت خائفة ؟!!
فتجيب :- أنا لا أمزح ..
مرت أربعة أيام "طبيعية"وجاء اليوم الخامس .. وكالعادة ذهبت ابنتهم إلى غرفتها لتنام ، فالمدرسة تنتظرها يوم الغدٍ .
وأمام سريرها عُلقت ساعة وردية جميلة الشكل ، أطالت النظر إليها وشعرت بالنعاس ، أغمضت عينيها لتحلم بحديقة مليئة بالفراشات وورود حمراء ، لكن قبل أن تغوص بالأحلام ، أحست أن هناك شيئًا كبيرًا على أنفها ..
فتحت عينيها .. وكانت المفاجأة !!
إنه عقرب الساعة .. يفتح يديه المليئة بالأرقام ليقرصها
قائلًا : أرجو لك أحلامًا سعيدة في القبر !!
................
مها حيدر