الجمعة، 31 مايو 2024

القصة القصيرة *** شارع المتنبي *** الأديبة الراقية / مها حيدر ...........

القصة القصيرة 

شارع المتنبي

الأديبة الراقية 

 مها حيدر

...........


 

شارع المتنبي

حط الطائر المهاجر على أحد الجسور فوق نهر دجلة ، مستمتعاً بالمناظر الخلابة وهواء بغداد العذب .

 نظر متأملًا ( ساعة القشلة ) وجمال المكان قربها ، شاهد أمامه تمثالًا شامخًا بالقرب من شاطئ النهر ، طار بالقرب منه

 ليعرف من هوَ .

قال الطائر : من أنت ؟

فرد التمثال بلسان فصيح :

 ألم تعرفني أيها الطائر الجميل ؟! أنا الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي

قال الطائر مبتهجًا : أنت الذي قلت :

أنا الذي نظرَ الأعمى إلى أدبي

وأسمعتْ كلماتي من بهِ صممُ

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني

والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ

فرد مبتسمًا: نعم ، أنا الذي كتبتها

قال الطائر : لماذا أنت هنا يا شاعرنا الكبير ؟

رد بثقة وتفاؤل : أنا هنا لكي أظل رمزًا للشعر والثقافة والأدب ، فهذا هو المكان الذي يحبه ويجتمع فيه جميع المثقفين .

غادر الطائر مودعًا المتنبي وهو معجبا بشخصيته الأدبية الرائعة ، والتي أحبها البغداديون وأطلقوا تسمية ( شارع المتنبي ) على أهم مكان يعنى بالثقافة والأدب في بغداد .

عندما كان الطائر يتجول في شارع المتنبي رأى مجموعة من الرسامات الصغيرات يحملن لوحات جميلة رسمت بدقة وعناية ، وهن يتشاجرن ، كل واحدة منهن تقول للأخرى : أنا رسمتي أحلى وأفضل.

قال الطائر لهن : يكفي … لا تتشاجرن ، جميع ما رسمتن مبهر ويدعو للفخر ، أنتن مبدعات ، وكل واحدة قد رسمت لوحة رائعة ولها معنىً جميل للغاية ، كل الثقافات والفنون رائعة في بلدي  .

ابتسمت الفتيات وشعرن بالرضا والسرور ، وتبادلن القبلات بمحبة وود ، وعلا صوت الضحك وهو يملأ المكان بالسعادة والفرح .

حلق الطائر عاليًا وهو مبتسم قائلا : لا تتشاجروا يا أصدقاء ، أحبوا بعضكم البعض ، فإن الحياة لن تعود مرة أخرى .

.........

مها حيدر

 من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...