قصة قصيرة
قلب أم
بقلم الأديبة
خديجه فوزي /سوريا.... .
Khadeeja Fawzy
..............
قلب أم
...
تسللت أشعة الشمس خلسة من بين الستائر المسدلة
على الرغم من كل الحواجز ..
كانت مصممة أن تدخل وتلقي نظرة !!!
بصعوبة غافلت الستائر ولثمت وجنته كأنما تقبله
..
على غير العادة تبادر إلى سمعه صوت أمه الملائكي
وهي جالسةعلى طرف سريره، ثم شعر بحنان لمستها على جبهته ،ففتح عينيه ، لتكون ابتسامتها
العذبة أول ماوقع نظره عليها في هذا الصباح
كان قلبها ..
يعلم لكنه يعجز عن الكلام ولايجيد إلا النبض ...
نهض فرحاً ، ارتدى لباسه ، بالغ في أناقته وكأنه
يتأهب للقاء شخص مهم ..
وعينا أمه ترقبانه بفرح وقلق...
بنفس لاتدري ماذا يعتمل في قلبها
تناول طعامه بسرعة وألحت عليه والدته بشرب كأس
العصير ..
شرب قليلا وقال لها :/
سأكملها بعد العودة ..
وكانت تشعر بضربات قلبها وتريد إخباره لكنها
لم تستطع ..
خرج ..
بينما أسرعت هي الى الشرفة تتبعه خطوة خطوة
ولسانها يلهج بالدعاء له ..
حتى تعذر عليها رؤيته .
أكانت تخاف ألا يتجدد اللقاء ؟؟
اعتاد أن ينتظر صديقه الذي تأخر كالعادة ..
فجأة ارتعشت الأرض ،توقفت الحياة للحظات كانت
نقطة تحول أخذت بعدها سحب كثيفة من الدخان الأسود تجتاح زرقة السماء ..
وصل رفيقه سيطرت عليه الدهشة جرى مسرعا وبدأ
يتنقل بين الأنقاض
ورأى وليمة أشلاء تلتهمها النيران وأصوات بكاء وصراخ ..تدرج إلى
سمعه صوت هاتف يرن تتعبه برعب حتى وقعت عيناه على حقيبته بحث عنه متمنيا ً ألايجده
ولكن للأسف وجده أشلاء
جثا على ركبتيه لايشعر بشيء إلا بالدموع تسيل
على وجهه وقلبه يتمزق .
وأخذ،يتذكر دعاباتهما بالجامعه وضحكاتهما ..
نظر حوله بحثاً عمن يساعده وإذ بأمه..
تقف بلاحراك ؛
وكأنها فهمت أخيراً ماكان قلبها يحاول إخبارها به ..لكن بعد فوات الأوان حاول رفيقه
مواساتها بصوت متهدج يقطعه البكاء . فردت عليه ..
لابد أنه كابوس وسأفيق منه ، هرولت إليه
تحتضنه وانتظرت الدقائق تمر كالسيف فوق خيط الأمل...
حتى انقطع فهوت إلى قاع البئر تملؤه بالدموع
انكبت فوق التراب الأحمر ليمتزج دمعها بدمه الساخن وأخذت تناديه مراراً وترجوه أن يجيب .. رافضة أن يكون قد
صمت للأبد ..
لكنه رحل تاركا أماً ثكلى ستظل ذكراه تمزقها أعواماً...وربما
لآخر يوم بحياتها ...
............
بقلم
خديجه فوزي /سوريا.... .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق