السبت، 7 أغسطس 2021

قراءةٌ ناقدة *** في قصةٍ قصيرةٍ جدًا للأستاذ / صاحب ساجت لنَّصُّ ققج ( تحفيز ) للكاتب / رعد محمد المخلف .............


 

قراءةٌ ناقدة

 في قصةٍ قصيرةٍ جدًا

للأستاذ / صاحب ساجت 

 لنَّصُّ ققج

  (  تحفيز )

للكاتب /
رعد محمد المخلف

............. 



 نَّصُّ القصة القصيرة جدا

  (  تحفيز )

أسقطوا طائرته الحربية، حالتِ الثلوجُ دون انفجارها، آلمته الجروحُ والكسورُ كثيرًا، شعر بموته يقترب، تحدّث عبر اللاسلكي مع القاعدة، زوجته الحاضرة هناك صارحتْه بسرِّ خيانتها له، استجمع قواه كي ينتقم؛ زحف حتى وصلَ للأصدقاء، ثمّنَ عاليًا كذبة زوجته المنقذة لحياته.

     (رعد محمد المخلف)

 

................. 

ثانيًا:- القراءة

          الفكرة...

    القصةُ القصيرةُ جدًا فنٌ ناضجٌ، ينسجمُ مع منطقِ العصرِ، في التكثيفِ و القصرِ و السّرعةِ، اِكتسبَ مساحةً كبيرةً في النشرِ وَ الاهتمام.

يَلتقطُ الكاتبُ في هذا الفنِ ومضاتٍ ذهنيةٍ و نفسيةٍ، و يصيغُها بشكلٍ مكثّفٍ في نصٍّ قَصصيٍّ قصيرٍ جدًا مع توافرِ عناصر المفارقةِ و الخاتمةِ اللّامعة.

يَرىٰ كثيرٌ من الكتّابِ و المتابعين مستقبلًا باهرًا لكتابةِ جنسِ الققج باللّغةِ العربيةِ، بل يُعَدُّ من الإبداعات المتمرّدةِ، كسرتْ زجاجَ الإبداعِ الأدبي، و ارتدتْ أثوابًا مزركشةَ الألوانِ، زاهيةً، تَمتدُّ لتغطي مساحاتٍ واسعةٍ، وتُشرفُ علىٰ قِمَّة الإبداعِ المستقبلي دون أن تُؤثّرَ علىٰ بقيةِ أجناسِ السردِ...

           العنوانُ...

هو الوجهُ الإعلامي لأيِّ نصٍّ أدبيٍّ...

وَ عنوانُ نصنا المعروضُ للقراءةِ هو:-  تَحفيزٌ،   Motivation

      رغبةٌ في تحقيقِ هدفٍ ما، وَ هو استعمالُ أمرٍ معينٍ لتفاعل الأحداثِ بُغيَةَ تسريعِ أو تنشيطِ ذلك التفاعلِ دون تغييرِ مجريات الأحداث، و بتناسبٍ طرديٍّ بينَ التفاعلِ وَ قوّةِ المُحفِّزِ.

مِنَ الفعلِ الرباعي (حَفَّزَ ) بمعنىٰ:-

دَفعهُ منَ الخلفِ بالسَّوقِ وَ حثّهُ لذلك.

و في هذا النصِّ:-

كُلّ قولٍ أو إشارةٍ دَفعتْ منَ الخارجِ إلىٰ سلوكٍ أفضل، بِتنميَةِ الدَّافعيّةِ وَ القيادةِ إلىٰ الخلاصِ ممّا هو عليهِ الحال. وَ هو إمّا أن يكونَ:-

* حافزَ حُبِّ البقاءِ ...  غريزةٌ فطريّةٌ.

* حافزًا داخليًّا، منْ داخل ذات الإنسان.

*حافزًا خارجيًّا... الترغيبُ و الترهيبُ.

وَ النوعُ الأخير هو أكثرُ فاعليةً من النوعين الأوليين في النصِّ مدارِ البحثِ.

     عناصرُ النصِّ:-

    ١) المفارقةُ...

تقنيةٌ قصصيةٌ حاولَ بها الكاتبُ الابتعاد عنِ السّردِ التقريري، عن طريق الإثارة وَ الحماس في النفس، ممّا ينتجُ عن الرفضِ أو الموافقةِ، عن الواقعيةِ و غير الواقعيةِ، التي يتلمسُها المُتلقي.

وَ المفارقةُ هي اِنسيابيةُ أحداثٍ ثانويةٍ علىٰ حسابِ أحداثٍ مستهدفةٍ من القَصِّ، تُعَرِّفُ شخصياتِ القصةِ بما يجري حولها من أحداثٍ مناقضةٍ لما هي عليه.

نلمسُ ذلك من تتبعنا لشخصية النصِّ الرَّئيسةِ ( الطيارُ الذي أُسقطتْ طائرتَهُ)! و كيف تفاعل مع الأحداثِ.. تَرقُبًا و انتظارًا و معاناةً و اجراءاتٍ روتينيةٍ ينبغي عليه أن يُجريها، فضلًا عن لَملمةِ قِواه العضلية كي يَنفُذَ  من موقفٍ لا يُحسدُ عليه، بالتفكيرِ

و التدبيرِ، الهِمَّةِ وَ العَزمِ، و البحثِ عمّا يَمنحهُ البقاءَ علىٰ قيدِ الحياة.

نجحَ الكاتبُ إلىٰ حدٍّ ما، بتهيئة أجواء قاتمة، أنزلَها في ساحةِ المتلقي ليقطعَ عليه خلوَتَهُ بسطوتها علىٰ ما يُفكرُ به، ثُم دعاه أن يعيشَ لحظاتٍ قاسية في أرض الحرام بينَ نيرانٍ معاديةٍ، و نيرانٍ صديقة، لا يملكُ شَرْوَىٰ نَقِيرُ لردِّها أو إيقاف زَحْفِ الموتِ إليه!

هذه الأحداثُ تفاعلتْ مع داخل النفس البشرية، و حملت تُلكُم التفاعلات إلىٰ المواجهة حينما اِستفزَّتهُ زوجتُهُ بــ( سِرٍّ ) سرعانَ ما اكتشفَ انهُ (كذبةً) حَفَّزتهُ لان يُضمِّدَ جِراحهُ، و يوقفَ نزيفَها، و يتعكز علىٰ آلامهِ و يزحفُ..

و يزحفُ حتىٰ نَيلِ جائزةِ خلاصه من موتٍ محقق اذا ما استسلمَ و خارتْ قواه.

 ٢) الحالةُ...

و نعني بها هنا.. كيفيةَ سريان الأحداثِ و ما شملته من حيثياتٍ، لَجأَ إليها القاصُّ لاسكاتِ جذوةَ أحداثٍ سائدة في القصة بغيةَ تحضير المتلقي إلىٰ خاتمةٍ صادمة ستستفزُ عواطفه لاحقًا!

ففي النص، تكدست احداث بأفعال متتابعة، انتقلَ الكاتبُ فيها بسرعةٍ من حدثٍ لآخر دون ان يخلَّ بسياقِ السّرد القصصي، و التقنية الفنية التي استعملها بحرفيّةٍ كي يجعلَ الآخر مُنشَدًّا لذاك السياق.

     ٣) الخاتمةُ..

   هي غايةُ الكاتبِ الذي شرعَ للوصولِ إليها باقلِّ الكلماتِ ، بِحِلَّةٍ بديعةٍ

 و ممتعةٍ، و هي أمّا مقفولة أو مفتوحة، رمزية أو واضحة، تُعَدُّ نقلةٌ سريعةٌ من أعماقِ النّصِّ إلىٰ خارجه،

 و تقدمُ عنصرَ الدَّهشة و الاستفزاز.

     النهايةُ جاءت مباغتةً، غير متوقعةٍ، أحدثتْ صدمةً، لأنها خاطبتْ مزيجًا من المشاعر لدىٰ المتلقي...

* الآلامُ جرّاء الإصابة،

* البحثُ عن الخلاصِ،

* سُرُّ خيانةِ الزوجةِ.

جميعُ ذلك.. و غيره تفاعل معًا، و دفعَ بشخصيةِ النّصِّ.. أن يستجمعَ قواهُ، ليس للخلاصِ فحسبْ.. إنَّما للانتقام من وَهْمٍ سيطرَ علىٰ دماغِه، و باتَ الدماغُ يَصدرُ إيعازاتٍ فوريةٍ و سريعةٍ للغدّةِ (الكُظريَّة) لإفراز هرمون (الأدرينالين) كسلاحٍ فتّاك حانَ وقتُ استعماله لإيقاظ الجسم رُغمَ ما يَمرُّ به، من أجل القتال و الانتقام، او الهروب من مصدر الخطر.

فاستجابَ الجسمُ لذلك، و ارتفعَ مستوىٰ القوة و الأداء من جانب...

و من جانب آخر، انخفضت القدرةُ علىٰ الشعورِ بالألم و زيادة ضَخ الدم.

(و هذه عملية فسلجية لسنا بصددها.)

هكذا صارَ مآلُ النصِّ.. قفلةٌ صادمةٌ، مضمرةٌ، لَجأ إليها الكاتبُ لاستدراج المتلقي للتأويل، اِنقلابٌ علىٰ فكرةِ النص، تَحقّقَ فيها الدهشةُ و المفارقةُ، صدمت المتلقي بسير الأحداث ،

 و النهاية التي تحقق فيها أملُ النجاة!

اخيرًا...

سارَتِ القصةُ (تحفيز) بمسارٍ منطقي واضحٍ.. كما تَراءىٰ لي، و قرأتهُ بهذا الشكلِ و المضمونِ، أرجو مَنْ يَجِدُ ثَمَّةَ فائدةً أو معلومةً، يُطوُّرُ بها قراءتي المتواضعة، بشكلٍ خاص، و يُقَوُّمُ الٕابداعَ في المجالِ الأدبي.. بشكلٍ عام!

بُغيةَ تنميةِ ذوقِ المتلقي و تحفيزهُ لان يُتابع بشغفٍ و درايةٍ ما ينتجهُ الأدباء و ينشروه..

كُلُّ التّقدير للأستاذ (رعد محمد المخلف/سوريا)، و نغبطُهُ علىٰ إبداعاته و حرصهِ علىٰ تقديمِ أفكارهِ بإطارٍ و أسلوبٍ بديعٍ حقًّا...

يدعُونا أنْ نثنيَ عليها جَزيلَ الثَّناءِ...

...........

بقلم

     (صاحب ساجت/العراق)

..................

الثلاثاء، 3 أغسطس 2021

قصة من صميم الواقع *** الجزء الثالث *** بقلم Nadia Toumi ............

 

قصة من صميم الواقع

الجزء الثالث

 بقلم

Nadia Toumi

............


 

سألني البعض لماذا شخصيات القصة بدون أسماء كان من الأول اختيارا مني لأن القصة حقيقية وحفاظا على الأشخاص أردت ألا يقع الإفصاح بهم،

لكن في هذا الجزء سأضع لهم أسماء مستعارة

 لأن الأشخاص سيتعددون في القصة وسيقع الخلط بينهم.

واصل الأب نديم عمله في باريس تاركا زوجته جاهدة حامل ومعها طفلة صغيرة لم تكمل سنتها الأولى تتخبط وحدها في معركة الحياة.

في الشهور الأولى من غيابه كانت تسكن مع عائلته وتذهب من حين الى آخر لمنزل أبويها لتقضي ليلة أو اثنتين وتنعم بالراحة والنوم العميق ولتلبي لها والدتها ناجية شهواتها من ألذ المأكولات التي حرمت منها في بيت الحماة.

كان نديم يراسل زوجته كل أسبوع ويبعث لها رسالة يسأل عنها وعن أحوالها وصحة ابنته الرضيعة وكان يحثها على المجيء لفرنسا وأنه لم يعد قادرا على المكوث وحده وأنه اشتاق لها كثيرا فحبه أصبح ناقصا بدونها، ولكنها كانت تراسله في كل مرة رافضة الالتحاق به وأن تونس هو مسقط رأسها ولا يمكن أن ترحل بعيدا عنها.  وكان في كل رسالة يضع بعض الصور التقطها في باريس في أماكن مشهورة ظنا منه سيرهف قلبها وتطمع أن تسافر الى مدينة النور كأي فتاة حالمة وتريد السفر خارج حدود الوطن.

كانت جاهدة كلما ترى تلك الصور يزداد غضبها واحتقانها على زوجها الذي تركها تعاني مشقة الحياة غير كارثا للمشاكل والمضايقات التي تتعرض لها من أمه رقية متسلطة اللسان.

كما كانت هناك صور مع أخته في أماكن ليلية للسهر والشرب والمجون وكان في رسالته يروي لها كم يعاني من حمل كل ليلة أخته وهي مخمورة، وأنه طاق ذرعا بتصرفاتها وهو يصرف نصف راتبه على ملذاتها. شاطت جاهدة غضبا وهددته بالطلاق غيابيا لأنها لم تعد تتحمل كل تصرفاته وعدم المبالاه، وفي كل مرة يهدؤها ويطلب السماح والصبر معه.

بدأ موعد الولادة يقترب وطلبت جاهدة من زوجها أن يبعث لها ملابس المولود القادم ومقدارا من المال فهي أصبحت غير قادرة على طلب المساعدة من أهلها، كان حماها نعيم هو الوحيد في تلك العائلة يكن لها محبة ويأسف على  حالها ويشتم ابنه ويقول أنه غير قادر على تحمل المسئولية، كان يساعدها بين الحين والأخر ولكن غير كاف لأنه رب عائلة وفيرة العدد. قبل شهرين من الولادة بعث نديم لجاهدة مقدارا من المال في حوالة بريدية ومن سوء حظها كانت في زيارة بيت والديها وعند ذهاب ساعي البريد الى بيت الحماه لم يجد جاهدة هناك، خرجت له رقية وقالت ان كنتها غير موجودة وأنها في المستشفى لتلد وهي مريضة جدا ولا تقدر التنقل وأنها ممكن أن تستلم الحوالة بدلا عنها، في أول الأمر رفض ومع إلحاح رقية، كما أنه يعرف كل العائلة وخاصة كان له معرفة بنديم لم يشك أن رقية كانت لها نية سيئة بالاستحواذ على المال لنفسها.

وفي نفس اليوم هاتف نديم في بيت جيران حماة جاهدة ليطمئن عليها وعلى استلامها الحوالة، تكلم مطولا معها وسأل على أحوال ابنته نعيمة وعلى المولود الذي في بطنها ومتى يكون وقت الولادة، وان كانت يا ترى بنت أو ولد فهو يتمنى صبي ولكن في السبعينات لم يكن يعرف طبيا جنس الطفل وكانت كلها تخمينات للأهل، كانت جاهدة في كل كلمة تحثه على الرجوع الى الوطن وأنها لم تعد قادرة على الصمود وحدها، كان يغضب عليها قليلا ثم يغازلها ويخفف عليها ببعض الكلمات الحلوة ويحثها على الصبر وأن الغد سيكون أفضل وسيجمع مقدارا من المال يقدر أن يفتح به مشروع في تونس ويعيله هو وعائلته السعيدة في رغد العيش.

...........

بقلم 

نادية التومي

 جويلية 2021

 

قصة من صميم الواقع *** الجزء الثاني *** بقلم / Nadia Toumi ‏............

قصة من صميم الواقع

 الجزء الثاني

بقلم

Nadia Toumi

‏............

الجزء الثاني 

من "قصة من صميم الواقع"

ولدت الصبية في السبعينات، كانت فرحة الأب لا تطاق دخلت لقلبه البهجة وقال الوداع للأحزان، قام بكل التجهيزات للزواج، كان زواجا ضيقا بين المقربين. العروس لم تكن فرحتها كاملة لم تكن مثل أحلامها الوردية، لا "تصديرة" ولا صور كثيرة، ولا حتى مزمار وطبل

كان كتاب قرآن بسيط باهت وزغاريد ضعيفة صوتها لا يسمع في الأرجاء.

 اشترى الأب بيتا صغيرا على ضفاف البحر واشترى بعض الادباش غرفة نوم وسرير رضيع وبعض الاثاث البالي، وبدا يتعلم أن يكون رب أسرة يعتني بعائلته، كان عمله خياطا تعلم المهنة منذ الصغر على خياط ايطالي، أتقن الحياكة وأصبح يعرف كيف يخيط كسوة كاملة بأيادي ساحرة تبهر لابسها. مرضت الرضيعة من رطوبة البيت على الشاطئ وطلب الطبيب تغير البيت، لكن الكراء كان مرتفع لا يقدر عليه الأب، فقرر جد الأب أن يعطي ابنه غرفة في بيته الكبير شبه ما، ورغم أن بيته كان يعج بالأبناء لكنه رق قلبه لتلك الرضيعة وأراد أن تتربى بين أحضانه. انتقلت العائلة الصغيرة لتسكن في بيت الحماة، وبانتقالها نست أيام الاستقلالية.

 باعت جل الأثاث وتركت غرفة النوم وسرير الرضيعة، وتحملت مشقة الانتقال من أجل حبها لزوجها وحب الاستقرار وبناء عش زوجية ملئ بالدفء والحنان. تدور الأيام وبعد شهرين من الانتقال مع العائلة بدأت تندلع الخصومات بين الكنة الشابة المنبوذة من أول يوم من عائلة الشاب وبين الحماة واخوات الزوج الذين أرادوا أن يتحكموا فيها.

كان الزوج مسلوب الإرادة أمام عائلته وخاصة أمه واخواته البنات، بدأ يتكاسل على العمل وترك غرفة نومه مع زوجته وأصبح ينام مع اخواته في غرفة مستقلة بعيدا عن ابنته وزوجته الشابة. كانت تذهب الفتاة الى بيت والديها باكية شاكية وكانت الأم يحن قلبها لشكوى ابنتها كانت تعيلها ماديا في كل زيارة. ترجع لبيت أهل زوجها كل مرة بعناء، أصبحت هناك مثل الخادمة تعمل في خدمة الجميع من غسل الملابس واستقبال ضيوف الاخوات اليومية، كانت لا تتمتع باللقمة ولا تشبع بطنها بالأكل الذي كان من خيرات زوجها وابوه.

ووصل بأمر الحماه ان وضعت الرضيعة في فراشها في بركة ماء واتهمت الأم بالإهمال وأرادت بذلك أن تريح ابنها من مسئولية الأم والمولودة. صبرت الأم على أمرها وكانت كل مرة تذهب غاضبة الى منزل والديها ويرجعها حماها من أجل ألا تترك الرضيعة محرومة من حنان الأبوين. وكان الجد يلعن ابنه وينعته في كل مرة بشتى النعوت متهما إبنه بعدم المسؤولية وعدم الرجولة واتخاذ قرارات بضغوط من أمه. تمر الأيام وفي غمضة بصر تتفق الأم مع ابنها لتسفره خارج البلاد بدون علم زوجته. وتقوم بكل الترتيبات وتقطع له تذكرة السفر بدون رجعة لبلاد النور باريس، وفي الأيام الأخيرة قبل السفر حن قلب الأب وتذكر انه يحب زوجته فاعلمها بالسفر وطلب أن ترافقه مع ابنتهما. غضبت الأم الشابة من عدم اخبارها واعتبرتها خيانة، ورفضت بشدة السفر وترك وطنها الأم، بل تعنتت وزادت ارتباطها بأرض الوطن ومنعته من السفر خاصة هي تنتظر مولودها الثاني، فالرضيعة الأولى لم تتجاوز السنتين وكانت حجة جدة الأب أن ابنها مازال صغير ليكون مسئولا على الأبناء. رحل الاب الى باريس وكانت اخته هناك سابقته في السفر، اكترى بيتا صغيرا. وبدأ بالعمل وكسب رزقه وكان دائم التفكير في زوجته وابنته والمولود القادم في أحشاء الأم.

...............

بقلم

نادية التومي/ جويلية

 

 

 

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...