السبت، 20 نوفمبر 2021

قصة قصيرة *** ( حديث مبتور ) بقلم / سالم الوكيل ..............

قصة قصيرة

( حديث مبتور  )

بقلم

سالم الوكيل

.............. 



أبقت إلى العالم الأزرق ؛ لتلملم بقاياها المنكسرة أو لعلها تستعيد ذاكرتها المفقودة في تلك السنين العجاف التي ملأت حياتها ألما وحزنا . اختبأت وراء اسم مستعار ؛لتحتمي به لكن هذا الاسم كان مثار تلك العيون اللاهثة وراء الغريب من الأشياء ، أمست طلبات الإضافة تتدفق عليها تترى .

لقد صار الاسم هدفا قريبا من سهام المتطفلين الطائشة .

 حائرة هي ما بين مد وجزر ، تائهة مابين قبول ورفض خشية أن ينكسر قلبها مرات أخر .

أخذت تمحص تلك الحسابات وتفتش في أروقتها عن هوية أصحابها خوفا من الوقوع فريسة لأهوائهم الدنيئة ،

وذات ليلة يقع بصرها على هذا الطلب المرسل إليها ، تتدافع أنفاسها وتركض نبضات قلبها كي تلمس أزرار الهاتف لتضغط على الموافقة ، لم تكن تعرف سببا لذلك ، قلما توافق على مثل هذه الإضافات ، لكن شيئا آخر يحثها على الموافقة ، أهو اسمه أم هيئته أم حضوره الذي يفرضه على من يراه لأول وهلة أم صفحته المتخمة ثقافة ورقيا .

لقد شعرت بأنها تعرفه منذ ردح من الزمن ، لكأنما التقيا من قبل .. تجاذبا أطراف الحديث ، هو يريد أن يخرجها من سجن اسمها القابعة فيه . تلامس كلماته شغاف قلبها اليتيم الفارغ من الحب ، يهتم لأمرها وشخصيتها الغامضة ، يحاول أن يرسم صورتها من خلال كلماتها المقتضبة ، إنها تلك الفتاة الخجول كسيرة الجناح التي تتوارى عن الأنظار ..هناك شيء ما وراءها ، تساؤلات كثيرة تتردد على خاطره . يبادرها قائلا : من أنت ؟! ، فتجيبه :

 انا تلك التي اسمها فوق صفحتي . أخذت تراوغه روغان المطارَد من صائده ..تريد أن تهرب من كشف هويتها ، ومع إصراره العنيد تقص عليه شيئا قليلا من حكاياتها المخبوءة في قلبها الطريد الحزين ..وفي قرارة نفسها لقد تعلقت به غير أنها تخاف ألا يكون من حظها ، إنه حالة استثنائية غير هؤلاء الرجال الذين يتهافتون على مراسلتها ، لكنها لا تعيرهم اهتماما ولا تأبه لحالهم ولا تهتز مشاعرها لوقوفهم على أعتاب عالمها الأزرق ينتظرون ..

إن حديثه العذب أسر قلبها وكلماته الرقراقة الرنانة ملكت عليها روحها ، وهيئته الوقورة لا تغادر ناظريها ، لكنهاتخاف من المجهول الذي يناصبها العداء .

 مر الحديث بينهما مرور السحاب وفي القلب بقية من كلام ..

وفي اليوم التالي يسأل عنها، يرسل إليها تحية الصباح لكنها لم تفتح متصفحها بعد ...

يقول في نفسه لعلها نائمة ، تمر الساعات ثقيلة على قلبه الذي تعلق بها دون أن يراها، لقد ارتبط قلبه بكلماتها الجريحة عن حياتها ، انشغل باله كثيرا بتلك الفتاة المجهولة ضحية الحياة القاسية ، تمنى أن يعيدها إلى نفسها المشتتة وأن يرجع لها ثقتها في نفسها ومن حولها . يالها من أمنيات راودت عقله وقلبه ! .

وبينما هو غارق في تلك الأماني ، يستفيق على ردها له بأنها مشغولة . هكذا كانت رسالتها له ، فظن إلى أن هناك أمرا ما ، بادرها قائلا : كوني على راحتك نتواصل بعد انتهائك ، لكنها لم تجبه ! .. ارتسمت أمارات الدهشة على وجهه ، امتلأ رأسه بالظنون .

 حين دخل المساء وأطبق الليل بسكونه ، أرسل إليها تحية المساء ، فبادرته بمساء الخير ، باغتها بقوله : لم تهربين ؟! ..

أجابته أنها نادرا ما تتكلم مع أحد من الرجال على الخاص ، استغرب من تلك الإجابة المفاجئة له ، فأردف قائلا لها :

 ولم تقبلين صداقاتهم إذن ؟!..

قالت : لأستفيد من منشوراتهم ، دوت ضحكاته جنبات المكان حين قالت له :

ستبقى أفضل أخ لي مر بحياتي ..

وعندها أغلق الحديث معها ولم يجبها.

 

.........................

 

قصة قصيرة ***** غربة ووحشه ووهم ***** بقلم الأديب / أشرف عز الدين ......................

قصة قصيرة

غربة ووحشه ووهم

بقلم الأديب

أشرف عز الدين 

...................... 



 هذي المدينةَ الكبيرة.

الكبيرة تدفعني أن أتسأل - عن  الضياعُ الكبيرُ -الذي يلفني فقد كنتُ محتشداً ومهووساً حد الجنون

هل ستذكرُ وجهي ,إذا ما تغرّبتُ عن ليلِها  - ذاتَ يومٍ - من سيسأل عني أو يفتقدني؟

لماذا تأخّرَ وأين هو وبأيِّ الزحامِ أضاعَ أمانيهِ والخطواتِ؟

وعلى أيِّ رصيف  داهمهُ النعاسِ المفاجيءِ فأنسلَّ من بين أحلامهِ …ونامْ ؟

يا للسذاجتي فقد توهمتُ أنَّ الجرائدَ –

ستدون رحيلي واغترابي

بل لقد تصورت إنَّ العيونَ التي قايضتني الندى، ستغسلُ أعينها  بالدموعِ، ورائي..

يا لهذا الوهم الكبير الذي يحتويني اعتقدت  أنَّ العصافير  التي كانت تنقرُ نافذتي، في الصباحِ ستهجرُ أعشاشَهُا، في الحديقةْ إذا ما رأت مقعدي فارغاً..

وحيدا 

بل خاطرني أن أزاهيرَ حديقتي  كالحةً لا ترفُّ...

ماذا أقول-يا ليتني ما صحوتُ من الوهمِ, يوماً فأرى كلَّ المرايا محطمة..مهشمة الملامح..

مشوهة الوجوه والمساءاتِ فارغةً، في المدينةِ، حدَّ التوحشِ ..والغربة..والوحدة..

خالية إلا من كلاب تجري وقطط منزوية بين أزقة الشوارع ..

التي أتعبتها  وغصونُ المواعيدِ المنكسرة وصريرُ الشرفات ِ والطيورُ المهاجرةُ عن أعشاشِ روحي، إلى سماواتِ النسيانِ..

فالحياةَ أمامي ما هى إلا عربةٍ فارغةٍ ..

فماذا علي أن افعل إلا أن أمضي مع الوهمِ…وحتى النهايةْ..

 

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

(قلوب بيضاء ) *** قصة مسلسلة بقلم/ :تيسيرمغاصبه ------------------

(قلوب بيضاء )

قصة مسلسلة

بقلم:تيسيرمغاصبه

------------------


 

   -٦-

،،، قطاف  ،،،

كان (عادل ) من المترددين على معارضها بحكم

مهنته كصحفي في جريدة يومية بصفحة

الثقافة والفنون ،

فكان يجري معها اللقاءات الصحفية عن معارض

الفن التشكيلي ،وبالرغم من أن ( دلال ) كانت تشعر

أن عادل ربما لا يصلح تماما لهذه المهنة لأنه

لا يمتلك الحس الفني الذي يعرف به الفنان

وعلى الأقل المتذوق للفنون الجميلة ،

كانت ترى أن تحقيقاته الصحفية معها هي أقرب

إلى تحقيقات رجل الشرطة أو رجل السياسة

بشكل عام،

لكن مع تكرار اللقاءات توطدت العلاقة بينهما

 من الإعجاب إلى الاستلطاف وربما الحب،

ولأن  دلال دائمة القلق على أسرتها وخوفها

من فقدان أبيها ذلك الصدر الحنون والسند ،

وافتراقها عن أخواتها..وهي سنة الحياة ..

وخوفها من الدنيا وغدرات الزمن،فكانت تشعر

إنها بحاجة إلى رجل يمتلك تلك المواصفات

ليحميها.. وكما يقال لتستند عليه ،

نعم ..لأن في مفهومها أن لافرح يدوم ولا حزن ،

ولأن الأسرة اليوم في فرح ..فلابد أن..........

كانت أختها سناء تقول لها دائما :

-ليش ماتتركي التشاؤم والقلق وتعيشي حياتك ..

وتنظرين إلى الحياة نظرة وردية؟

فترد دلال :

-لأن الورود دائما تذبل ..ثم أنا حاولت كثيرا

لكن الخوف تمكن مني .

بعد أن صارحها عادل بإعجابه بها ورغبته

بالارتباط بها ،هي صارحت أختها سناء بدورها

وإنها هي أيضا تبادل عادل نفس المشاعر ،

وفي إحدى زيارات ( سناء)  إلى معارض أختها

دلال عرفتها على عادل وقالت سناء وهن

في طريق العودة :

-أنا ما بدي أحبطك يادلال وأنا بأحترم قراراتك..

لكن..ما بعرف ليش أنا مش مرتاحه لهذا البني آدم ؟

فترد دلال غاضبة:

-وأنا مع إحترامي لرأيك ولثقافتك وعلمك

يمكن تحليلك لشخصيته ما يكون صح هذه

المرة..بعدين أنت ليش بتعتبري كل الناس مرضى

وبدك تحللي شخصياتهم.

قالت سناء:

-والله أنت حرة أنا مابدي أحكي معك أكثر

بهذا الموضوع عشان ما تزعلي مني ..بس

ياريت لو تفكري كويس لأن هذا زواج مش

لعبه؟

قالت دلال حاسمة:

-فكرت كثير وموافقة.

*   *    *     *     *    *     *     *    *     *     *

إثناء جلوس سناء مع دلال في الشرفة يرتفع

صوت رنين هاتف دلال وكان المتصل هو

عادل ترد دلال..ينبعث صوته الرخيم مخترقا أذنها..

ترتعش خجلا :

-كيفك دلال؟

أجابت بحياء مفرط:

-منيحه.

قال :

بدي أسألك إيمتى بيكون أبوكي موجود ؟

قالت بخجل وهي تخفي إبتسامتها عن اختها

سناء :

-بابا كل يوم بيكون موجود .

قال بجدية :

-بدي أزوركم اليوم ؟

وهكذا يدخل عادل إلى الفيلا السعيدة من بابها

ويطلب يد دلال للزواج وتتم الموافقة لأن دلال

كانت قد أخبرت عائلتها من البداية بموافقتها ولم تعطي أي مجال آخر للنقاش،

ولأن الأب ماكان يهمه سوى سعادة أسرته ..وهو

مقتنع بوعيهن وثقافتهن ويحترم رأيهن ؛فقد

وافق ،

لم يكن فترة خطبة ليتم التعارف بها كما هي

العادة ..بل أحضر عادل أسرته

وتم الأمر بسرعة ..كتب الكتاب وتحديد موعد

الزواج بعد أسبوع واحد فقط

*    *    *     *    *     *    *     *     *    *     *

كان اللقاء الأول بعد كتب الكتاب عندما إتصل

عادل هاتفيا بدلال وأخبرها بأنه يرغب بتناول

الإفطار معها في مطعم راق والتحدث معها في أمور حياتهما المستقبلية،

وصف لها مكان المطعم ..

إرتدت دلال أجمل الثياب وخرجت لمقابلت عادل ،

لكن مع أزمة السير في الصباح تأخرت عليه 

ساعة كاملة..وعندما وصلت المطعم نزلت

من العربة تجري إليه كالطفلة،

لكن تفاجأت به ينظر إليها بعيون تقدح شرارا  ..

أمسك بيدها وجذبها بعنف وسار بهاإلى جانب

الحائط بعيدا عن الناس ..لم يعطها مجالا

للاعتذار.. إرتعبت أكثر من نظراته الحادة،

لأنه فجأة تحول إلى وحش وقال لها:

-يعني بتفكري إنك بدك تلاقيني قاعد ببكي

عليكي مثل الممثلين التركيين عشان تأخرتي علي ..من أولها ياوسخة ياوضيعة؟

ثم جذبها إليه وعاد ودفعها إلى الوراء لترتطم

بالحائط ثم تسقط تحت قدميه والدم ينزف

من جبهتها، وقال لها مهددا:

-لاتعيديها مرة ثانية؟

ثم ركلها بقدمه وغادر .

(يتبع....)

تيسيرمغاصبه

١٦-١١-٢٠٢١

 

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...