قصة قصيرة
غربة ووحشه ووهم
بقلم الأديب
أشرف عز الدين
......................
هذي المدينةَ الكبيرة.
الكبيرة تدفعني أن أتسأل - عن الضياعُ الكبيرُ -الذي يلفني فقد كنتُ محتشداً ومهووساً حد الجنون
هل ستذكرُ وجهي ,إذا ما تغرّبتُ عن ليلِها - ذاتَ يومٍ - من سيسأل عني أو يفتقدني؟
لماذا تأخّرَ وأين هو وبأيِّ الزحامِ أضاعَ أمانيهِ والخطواتِ؟
وعلى أيِّ رصيف داهمهُ النعاسِ المفاجيءِ فأنسلَّ من بين أحلامهِ …ونامْ ؟
يا للسذاجتي فقد توهمتُ أنَّ الجرائدَ –
ستدون رحيلي واغترابي
بل لقد تصورت إنَّ العيونَ التي قايضتني الندى، ستغسلُ أعينها بالدموعِ، ورائي..
يا لهذا الوهم الكبير الذي يحتويني اعتقدت أنَّ العصافير التي كانت تنقرُ نافذتي، في الصباحِ ستهجرُ أعشاشَهُا، في الحديقةْ إذا ما رأت مقعدي فارغاً..
وحيدا
بل خاطرني أن أزاهيرَ حديقتي كالحةً لا ترفُّ...
ماذا أقول-يا ليتني ما صحوتُ من الوهمِ, يوماً فأرى كلَّ المرايا محطمة..مهشمة الملامح..
مشوهة الوجوه والمساءاتِ فارغةً، في المدينةِ، حدَّ التوحشِ ..والغربة..والوحدة..
خالية إلا من كلاب تجري وقطط منزوية بين أزقة الشوارع ..
التي أتعبتها وغصونُ المواعيدِ المنكسرة وصريرُ الشرفات ِ والطيورُ المهاجرةُ عن أعشاشِ روحي، إلى سماواتِ النسيانِ..
فالحياةَ أمامي ما هى إلا عربةٍ فارغةٍ ..
فماذا علي أن افعل إلا أن أمضي مع الوهمِ…وحتى النهايةْ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق