اعتراف مهزوم
بقلم الأديب/
رجب عبدالله عبدالعزيز الفخراني
....................
((اعتراف مهزوم ))
كانت الساعة السادسة من مساء يوم الأثنين الحزين
رن الهاتف : ألو ألو
بدأ الكلام جميل برائحة الزهور والعبير
أخبارك
الحمد لله
عاملة أيه
الحمد لله
تحدثوا مرارا وتكرار
كلام تذوب له القلوب وتتوه فيه العقول
وفجأة قال : لها ما رأيك أن نبدأ بجلسة اعتراف حول الماضي والحاضر
بدأت الحديث بمحمد كانت دائما ما تذكره في حديثها وهو صديق لأخيها في هذه المرة شعر بشعور غريب أرتجف قلبه وأحس أن روحه تخرج منه كما شعر أن حبيبته تبني الحواجز بينه وبينها وأنها تريد أن تغادر في سفر طويل كانت دائما ما تتحدث معه عن محمد وشهامة محمد وكرم محمد وحسنات محمد ومحاسن محمد
لكن هذه المرة من كثرة لهفة الحديث عنه والاهتمام الشديد به وجده يملأ عقلها وقلبها.
وجده منقوشا بداخل عقلها مرسوما بداخل عينها منحوتا في أعماق قلبها صمت طويلا وهى تتحدث ولم تلاحظ صمته
وهى في شغف ونهم الحديث عنه دوامة وخيوم تلتف حول رقبته أخذته للماضي لربط حديث اليوم بأحاديث الأمس وجد أن محمدا هذا مسيطر عليها مستعمر كل روحها وعقلها وجسدها
وهو بين هدم روحه وذبح قلبه وانهزام جسده وهوانه
فجأة قطع حديثها قائلا:
قد علمت سبب بعدك عني وسبب هروبك منى الرسالة وصلت واستوعبت مضمونها بعد أن كنت أكذب عنوانها
قالت لا ليس بيني وبينه شيء ولم يحدث بيننا شيء
فتحت في أم رأسه نافذة صبت أوقات وأحاديث وذكريات وأقلام وأوراق تذكر عندما كان يقول لها : بحبك على أمل أن تجيبه بنفس الكلمة وإضافة كلمات أجمل منها فما كان منها إلا أن تقول :
أتركها لوقتها أنا مش حساها دلوقت لا تضغط علي .
وأحيانا تقول : وأنا أيضا بدون أن تصرح بها
عاتبها وعاتبها وهى تبرر وهو لا يصدق فقد تيقن قلبه بأنها مغرمة بصديق أخيها وأنه ما هو إلا محبا لها وهى تتكلف وتجبر بخاطره ولا تريد أن تصدمه
هذه الحقيقة التي حطمت الخيال
قال لها: أنت تعاقبيني بحبي لك
قالت مرارا وتكرارا وأقسمت بالله ليس بيني وبينه شيء
وعقله لا يصدق وقلبه يكذب عقله ويتمني أن يكون ظنه كاذب
وانتهت المكالمة على صراع ما بين قلبه وعقله
ومازال الصراع محتدما لا العقل قادر أن ينتصر على القلب ولا القلب قادر أن يتغلب على العقل ..
حتي أنتصر عليهما النوم ...
فنام علي هاوية جبال من هم ليستيقظ في ميدان المعركة ويكمل الصراع بالأيام التالية