الحرية
بقلم الأديب
عبد الرزاق الصادقي
...............
مناها من الحرية قد تحققت، وان ما هي فيه سجن لا يطاق، فجعلت تقترب من اليابسة، والكلاب تغريها، وتعدها وتمنيها، فأبصرتها بعض السمكات العاقلات، فأسرعن إليها ناصحات لها بالعودة إلى الموطن الأصلي وأنها إن فارقته ستكون نهايتها المحتومة، حيث ستفترسها الكلاب الضارية، فرفعت السمكة رأسها في علو واستكبار،
وقالت:
أنتن ضعيفات العقل، مسجونات في جلودكن، قد أوصدت عنكن الأبواب، وضرب بينكن وبين ما تشتهين بحجاب، ولم أر في الكلاب البرآء غير النصح وجميل الذكرى، ولا شأن لكن بي،
انصرفن عني فأنا أدرى بحالي، لا تتدخلن في شؤوني الشخصية.
فتركنها غير آسفات عليها، منتظرات نهايتها المأساوية، فانتفضت السمكة المغرورة، وبادرت إلى الخروج مفارقة موطنها الأصيل، والكلاب تنتظرها بشوق وتلهف، وما إن وصلت إلى اليابسة حتى تلقتها الكلاب العاتية باستقبال حار، لكن عناقها انقلب إلى خناق، حيث اجتمعت عليها الكلاب متخذة منها ألذ غذاء.
ولسان حالها يقول:
يا ليتني أطعت تلك السمكات فقد كن أعقل مني.
ألفت هذه القصة من أجل العبرة والعظة، حيث إن كثيرا من البنات تجدهن في حضن والديهن، وقبل ذلك في أحضان شريعة ربهن، فتغريهن كلاب البشر ليغادرن ما هن فيه من نعيم، وإذا بهن يجدن أنفسهن بين أنياب تلك الكلاب العادية.
عبد الرزاق الصادقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق