قصة قصيرة
(في حديقة الإفلاس)
بقلم الأديب الراقي
إبراهيم عبدالفتاح شبل
................
(في حديقة الإفلاس)
أول مرة أجلس مع نفسي لأشعر بإفلاس غريب ومريب قلت لنفسي هذا نتيجة الحالة الاقتصادية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم
أو نتيجة حافظة النقود التي فقدتها بالراتب ولا أعرف كيف ولا أين؟
وكل ينتظر هذا اللقاء بي وبالمحفظة وخروج النقود والعد العجيب فالكل أحضر قائمة طلباته ولكن كان الفقد لحافظة النقود جرس إنذار أو لحظة يقظة من سبات عميق فسرقت نفسي أسألها أهذا نتيجة تسارع الأيام بالقدوم إليّ بما قد يكون الأسوء أو أحلك من هذه الأيام ؟
هكذا عقلي أرهقني وأرهق نفسي من التفكير فشعرت بلحظة تحول غريب لما اعد الصقر المحلق كما كنت أسير بالخطى أمير رافع شعار عيش الحياه فمهما طال الأجل فالعمر قصير ولم أعلم لماذا زاغ البصر بالرؤية والتفكير؟
ولماذا تثقلت عليّ الأيام بهذا الحمل الثقيل ؟
وصار المشيب ينذر بكل ماهو رهيب فقد ضاعت مني أيام الشباب وتسربت من بين يدي كل الأيام بالأماني والأحلام لأصير هكذا صفرا عجيبا فنزلت الزفرات من عيني لتجيب ماذا حدث لك لتشعر بهذا الضيق الشديد ؟!
أنت يامن كنت تراقص الأيام فرحا وبشكل عجيب كنت صديقا للسعادة ولم تعرف يوما حزنا يأكلك من داخلك فكنت بعيون الناس إنسانا استثنائيا يحبك القريب والبعيد تسرق عيون الناس بحب كبير والكل يراك كنجم يضئ بالبسمة المرسومة المعلنة عن قلب طيب رحيم ماذا حدث لك صرت تخاف الموعد القريب ؟
ابحث في حديقة الأيام كم فسيلة غرست وصارت تثمر مهندسا ومعلما وصانعا وطبيبا لك أن تفرح بهذا الغرس الطيب
الذي به تزهو فخرا بين كل نسب ونسيب بين سنوات
العمر التي تسقط بين أصابع اليد المرتعشة بشكل غريب
ولكني مسحت زفرات الدمع لأجد نفسي بدونها وحيد مفلسا في كل الأشياء حتى الرجاء صرت مفلسا لا أجيد سبل الدعاء بلغة الفصحاء فأنا فطري المعيشة فطري الحياة وهذا ما يجعلني أرى نفسي جميلا وسط حديقة الإفلاس فمازلت غنيا بفطرتي رغم تلوث الهواء
رغم تلوث الماء رغم خواء الجيب الدائم مع كل العناء أجد بوصلتي باتجاه الفطرة ترشدني للسماء فأحضني نفسي داخل حديقة الإفلاس الغناء بما هو اخذ النفس إلى زخارف الدنيا البلهاء فانتحرت أنفس وهي تبغي الرجاء لترجع إلى الفطرة التي خلق الله الناس عليها حيث العيش بنقاء إلي الحب حيث لا مصلحة ترجو او حتى فصيل أو انتماء لجماعة أو فكر معين فالحب لكل الناس هناء ورضا من رب السماء فعادت الزفرات ثانية تنزل من العين على الخد حيث الموعد واللقاء في حديقة الإفلاس الغناء فهرولت مسرعا إلى الخروج من الحديقة حيث الناس وفي وسط الناس أجد الهواء لأتنفس أملا فيهم بحسن الدعاء لي عندما تأتي ساعة ربي باللقاء فانا لأنتظر بكاء الأرض أو السماء عليّ ولكني أتمنى من الفسائل التي زرعتها الدعوات
...........
الكاتب/ إبراهيم شبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق