نسمات الربيع القاتلة
رواية
بقلم الأديب الراقي
Abou Brahim Krichen
.......
نسمات الربيع القاتلة
(الجزء الثاني )
في عملية تبادل مثيرة و ملفتة للنظر تبادل شعره و اسنانه اللون فاصطبغ شعره باللون الأبيض فيما تحولت اسنانه الى ما يشبه الاسنان القصديرية.
ترهل جسده انتفخت وجنتاه و ضاقت عيناه
هذا هو الكهل الأربعيني الذي عرفته طفلا صغيرا هادئا مجتهدا محبا للتعليم يذهب كل يوم الى مدرسته و يتباهى والداه بنتائجه و تميزه.
مرت و فاتت سنوات الضياع و الصراع من اجل البقاء ، مواسم النحيب الهيستيري الذي كان يلازمه مع كل نهاية سنة دراسية حين تقام الأفراح و الليالي الملاح احتفالا بالتخرج و النجاح.
أستسلم لقدره رضي بما كتب له تحول الى جثة على قيد الحياة.
إلى حطام معدوم الأمل و الرجاء
- فاطمة اعطي هذا لخالك
فاطمة :
خالي هل ستشرب كل هذا ؟
- كل هذا ههههههههههههه !
مع كل كلمة أو اشارة أو لمسة أو همسة
و أي نظرة عتاب و و و و
ترتفع ضحكاته المجلجلة
- براد الشاي هذا يكفي لحفلة عرس
- حفلة عرس ههههههههههههه. فاطمة : برأيك ماذا لدي لأفعله ههههههه
- اشرب بالهنا والشفا يا خالي
- هل اجتزت الامتحان ؟
- نعم يا خالي نعم اجتزته
- و ما كان محوره ؟
- طه حسين
- الأعمى ههههههههههههههههه
- ههه نعم يا خالي عميد الاديب العربي
- الأديب هههههه عميد الأدب العربي و وزير المعارف
والدته : وزير و أعمى
- وزير و أعمى ههههههه .
نعم يا أمي لحسن حظه لم يكن لهم في قريتهم طبيب عيون فحملته أمه للحلاق فأصابه بالعمى و لولا هذا الحلاق لما أصبح عميدا و لا وزيرا ههههههههههههههههه
فاطمة :
جدتي خالي مثقف و يعرف الكثير
- خالك اخفضي صوتك .
خالك
تحرك رأسها و تسرح بذاكرتها و بصرها و بصيرتها الى سنوات ما قبل الكارثة و تقول بإعجاب
- كان في سنته الأولى في المدرسة و كنت أنا حامل بثالث أخوالك في شهري الثامن تحصل يومها على جائزة جاء يجري يجري يجري و ارتمى علي فأسقطني أرضا هههه يا له من ولد شقي
- ههه لماذا لا يبحث له عن عمل ؟
- عمل أي عمل أي عمل و ماذا أفعل أنا ؟
- هذا مرهق لك
- مرهق .. تضع أصبعين على عينيها تصنع منها حاجزا يسد الطريق أمام دموعها
مرهق لا لا لا لا شيء يرهقها و يتعبها و يضنيها و يعذبها و يقض مضجعها
الا عذاب الضمير
و ما ادراك ما عذاب الضمير
#يتبع ( الجزء الأول في التعليقات )
ابوبراهيم تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق