الأربعاء، 15 فبراير 2023

نسمات الربيع القاتلة *** رواية *** بقلم الأديب الراقي / Abou Brahim Krichen .......

نسمات الربيع القاتلة 

رواية

بقلم الأديب الراقي

Abou Brahim Krichen

.......


 

نسمات الربيع القاتلة

 (الجزء الثاني )

في عملية تبادل مثيرة و ملفتة للنظر تبادل شعره و اسنانه اللون فاصطبغ شعره باللون الأبيض فيما تحولت اسنانه الى ما يشبه الاسنان القصديرية.

ترهل جسده انتفخت وجنتاه و ضاقت عيناه

هذا هو الكهل الأربعيني الذي عرفته طفلا صغيرا هادئا مجتهدا محبا للتعليم يذهب كل يوم الى مدرسته و يتباهى والداه بنتائجه و تميزه.

مرت و فاتت سنوات الضياع و الصراع من اجل البقاء ، مواسم النحيب الهيستيري الذي كان يلازمه مع كل نهاية سنة دراسية حين تقام الأفراح و الليالي الملاح احتفالا بالتخرج و النجاح.

  أستسلم لقدره  رضي بما كتب له  تحول الى جثة على قيد الحياة.

إلى حطام معدوم الأمل و الرجاء

- فاطمة اعطي هذا لخالك

فاطمة :

 خالي هل ستشرب كل هذا ؟

- كل هذا  ههههههههههههه !

مع كل كلمة أو اشارة أو لمسة أو همسة

 و أي نظرة عتاب و و و و

 ترتفع ضحكاته المجلجلة

- براد الشاي هذا يكفي لحفلة عرس

- حفلة عرس ههههههههههههه.  فاطمة : برأيك ماذا لدي لأفعله ههههههه

- اشرب بالهنا والشفا يا خالي

- هل اجتزت الامتحان ؟

- نعم يا خالي نعم اجتزته

- و ما كان محوره ؟

- طه حسين

- الأعمى  ههههههههههههههههه

- ههه نعم يا خالي  عميد الاديب العربي

- الأديب  هههههه عميد الأدب العربي  و وزير المعارف

والدته : وزير و أعمى

- وزير و أعمى  ههههههه .

نعم يا أمي لحسن حظه لم يكن لهم في قريتهم طبيب عيون فحملته أمه للحلاق فأصابه بالعمى و لولا هذا الحلاق لما أصبح عميدا و لا وزيرا  ههههههههههههههههه

فاطمة  :

جدتي خالي مثقف و يعرف الكثير

- خالك  اخفضي صوتك .

خالك

تحرك رأسها و تسرح بذاكرتها و بصرها و بصيرتها الى سنوات ما قبل الكارثة و تقول بإعجاب

- كان في  سنته الأولى في المدرسة و كنت أنا حامل بثالث أخوالك في  شهري الثامن تحصل يومها على جائزة جاء يجري يجري يجري و ارتمى علي فأسقطني أرضا  هههه يا له من ولد شقي

- ههه لماذا لا  يبحث له  عن عمل  ؟

- عمل  أي عمل  أي عمل و ماذا أفعل أنا ؟

- هذا مرهق لك

- مرهق  .. تضع أصبعين على عينيها تصنع منها حاجزا يسد الطريق أمام دموعها

مرهق  لا لا لا  لا شيء يرهقها و يتعبها  و يضنيها و يعذبها و يقض مضجعها

الا عذاب الضمير

و ما ادراك ما عذاب الضمير

#يتبع ( الجزء الأول في التعليقات )

ابوبراهيم تونس

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...