قصة قصيرة
أب في سن متأخر
بقلم الأديب الراقي
الذهبي النسر
..........
أب في سن متأخر
انتظر مجيئه حتى ملأ الشيب رأسه وعندما جاء ظن أنه سيرتاح من متاعب الحياة ومشاقها .
لكن حدث العكس فقد زادت المشاكل والهموم في حضوره ، ظن أن من السهل تربية طفل صغير لكن ملئ من الليالي الأولى لمجيئه وصوت صراخه أزعجه لم يعلم أن القادم أكثر بكثير مما يشتكي منه الآن كلما كبر زادت معه المتاعب،
وتكاثرت عليه الصعاب .
فعندما شب بدأ يتعرف على أصدقاء أكبر منه سنا فقد كان يمشي على هواهم وينفذ كل ما يطلبونه منه فقد وصل به الأمر أن يسرق نقود والدته..!
وقد كانت تتعاطف معه وتخفي كثيرا من أعماله التي يقوم به عن أبيه فقد كانت تخاف من ثورة والده عليه ،
لم تكن تعلم بهذا أنها تزيد المأساة سوءا حتى يوم من الأيام علمت بالصدفة أنه يشرب السكائر قررت أن تخبر أباه بشكل غير مباشر لتعلم ماذا يفعل وكيف سيتصرف معه. وعندما سألته قائلة :
لو علمت يوما أن ابنك يشرب السكائر ...... لم يتركها تكمل حديثها وثار عليها .. ماذا تقولين يا امرأة هل جننت انا ابني لا يفعل هذا وان فعل لقتله فهذا بداية الانحراف !؟
صمتت ولم تكمل حديثها حتى يوم شعر الأب أن هناك نقص في أمواله فسأل زوجته عنها ، فاصفر لونها ولم تعرف ماذا تقول في بادئ الأمر وحاولت التهرب بحجة أنه متوهم .
عدت المرة الأولى وحذرت ابنها أن لا يمد يده على نقود والده لكنه لم يأبه لها وكرر فعله مرة أخرى وهذه المرة والده لم يعديها كلا مرة الماضية حتى أخبرته أن ابنه هو الذي يأخذ النقود.
وانتظره حتى جاء منتصف الليل ولم يعد .. ذهب ليبحث عنه وفي أثناء خروجه عاد وهو سكران لا يعرف ماذا يقول أدخلته والدته إلى الغرفة قبل عودت أبيه وعندما عاد لم تدعه يدخل الغرفة وهدأت من روعه واخبرته أن الصباح رباح وكل شيء سوف يحل لكن بالهداوة ، هنا صمت الأب ودخل غرفته .
وعند الصباح استيقظ ولكن لم يجده في المنزل ووجد نقوده ناقصة أيضا فقد صوابه وضرب زوجته دون وعي منه لأنه شعر أنها هي من تساعده وقرر أن ينتظره لينهي معه الأمر لكن ما حدث لم يكن متوقعا. فقد عاد كما عاد في اليوم الذي يسبقه كان فاقدا وعيه وهنا انهال عليه والده بالضرب والشتم ولكنه لم يصمت ، ودفع والده بلا شعور منه حتى ارتطم بالجدار ..وسقط والدماء تسيل منه، وفقد وعيه .
شاهدت والدته هذا المنظر لم تدرِّ ماذا تقول لكن كل ما فعلته هو أنها هربت ابنها وتحملت هي القضية على عاتقها على أمل أن يصحو ابنه ويعود إلى صوابه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق