قصة قصيرة بعنوان
الصاعقة
للأديبة الراقية
وفاء صابر (بيبه بيبو)
............
الصاعقة
.. سارة وحيدة والديها تخرجت لتوها من الجامعة
ووالدها من أكبر رجال الأعمال ويمتلك ثروة طائلة
لكنه أبداً لم يُصرف في تدليل سارة لأنه أرادها فتاة وأُماً صالحة .
وسارة طيلة حياتها منذ الطفولة لم يكن لها سوى سالى ابنة خالتها وفى نفس سنها فكانت الصديقة والأُخت وكاتمة أسرارها كما كانت ساره بالنسبة لها
و سالى من أُسرة متواضعة ووالدها عامل بسيط
فكانت سارة دائماً وأبداً تُغدق بالهدايا عليها وتساعدها في كل ما تحتاجه للدراسة بموافقة والدها
وتقدم شاب من عائلة مرموقة ووالده يشغل منصبا سياسيا مرموقا لخطبة سارة وبعد المداولات المتعارف عليها تمت الخطبة بحفل أسطوري وسالى كانت نعم الأخت وقضت أيام في الإشراف على تفاصيل الحفل ومستلزمات سارة
وبعد الخطبة بشهرين ذهبت سارة وسالى إلى مول شهير لشراء بعض المستلزمات وانتظرت الأُسرة عودتهما وبدأ القلق يتسرب إلى نفوسهم كلما تأخر الوقت وهواتفهما خارج الخدمة وبدأ الأب يستشيط غضباً والأُم تبكى فقلبها يُحدثها بمكروه قد أصاب الفتاتان
وقرر الأب إخبار الشرطة ولكن الوقت ليس كافياً لإبلاغ الشرطة يجب الانتظار تحدث إلى أصدقائه من الأطباء للبحث عما إذا كان أصابهما مكروه أو حادث طريق
وعند ساعات الصباح الأولى تلقى والد سارة مكالمة هاتفية
أبلغه فيها أحد الأشخاص أن ابنته قد تم اختطافها هي وابنة خالتها وعليه التفاوض معه دون إخبار أحد وتهديد بقتل الفتاتان
وأغلق المكالمة قبل أن يتمكن الأب من توجيه أي سؤال
وبعد ساعات أُخرى تلقى الأب مكالمة أخرى يخبره بطلب مليون جنيهاً كفدية لابنته
ودون تردد رد الأب بالإيجاب
وقال كيف أصلهم إليك واعلم إننى لم أترك مالاً في أي مكان دون أن أرى ابنتيّ
فجاء الرد صاعقاً وحاداً
لست أنت من تُملى شروطك فقط عليك الانصياع لأوامري وإلا ستصلك جثة ابنتك في الحال وطلب سماع صوت إبنته كى يتأكد من صدق الحديث
فأسمعه صوت سالى وهى تئن وصوتها يكاد يسمع بصعوبة
عمو لقد صعقونا وعزبونا كثيراً كى نهدأ ولا نحاول الهروب
سألها عن سارة أجابت إنها
لم تر سارة منذ أن كانت معها بالمول ولكنها تسمع صوت صراخها من وقت لأخر
وأُغلق الهاتف
لم يتمالك الأب قواه وهرع إلى مكتبه توجه لخزينته الخاصة وفتحها وأخرج مابها من نقود وبعض السبائك الذهبية بما يعادل المبلغ
وانتظر الاتصال ثانية طال الانتظار واللحظات تمر ببطئ شديد وفجأة رن الهاتف وتلقفه الأب مسرعاً أيوه أنا جاهز
ورد المتصل تمام حضرتك بعد ساعة واحده ستتحرك بسيارتك إلى نفس المول التجاري وأترك سيارتك بالجراچ وإصعد إلى الدور الثالث وإجلس بأول مقهى
وبعدها ستصلك ابنتك بعد ثلاثون دقيقة
وإن لم أجد المبلغ ستجد جثتها بسيارتك
وبعد تلك المكالمة بخمسة عشر دقيقة رن هاتف الأب وانفرجت أساريره وتحدث قائلاً طمنى
سيادة اللواء فرد مباركاً له سارة وسالى معى فقد توصلنا من خلال رصد المكالمة لمكانهما ونحن بالطريق إليك وتم القبض على الجميع
وخرج الأب ليُخبر زوجته وشقيقتها والدة سالى وأخبرهم إنه أبلغ الشرطة فور تلقيه أول اتصال من الخاطفين وإقترحت عليه عدم إخبار أحد
ودخلت سارة وسالى برفقة الشرطة وفى الطريق وردت إليهم معلومات عن الخاطفين أخفوها عن الفتاتين واستقبلتهم الأسرة بالبكاء والفرحة وطلب قائد الشرطة الانفراد بالأب
وأخبره أن مديرة منزله هي المدبرة للحادث فرد بإستغراب كيف وهى لم تغادر المنزل منذ وقوع الجريمة للأن وكانت تبكى بشدة لفقدان البنتين
فأخبره أن الجُناه إعترفوا إنها المحرضة لهم وتم القبض عليها وهى تستغيث وتقسم أنها لم تفعل ودموع سارة تسبقها وتقسم هي الأخرى ببراءتها
وبعد ساعات أُخرى طلبت الشرطة حضور سالى وسارة لاستكمال التحقيق
أخذهما الأب وتوجه للشرطة
وعند دخولهما
ابتسم المحقق لسالى وقام إليها يصافحها وهو يقول لها مرحباً بالعقل المدبر لكل تلك الملحمة
وكيف إنها استعانت بِصديق دراستها وتجمعهما قصة حب وتعيقهما الظروف لإتمام الزواج
وكيف استأجر شخصين وأبلغهم أن مديرة المنزل تريد خطف الأثنتين ووعدهم بمبلغ مالى وحين القبض عليهم إعترفوا على مديرة المنزل ولكن أحدهم كان قدسجل ذاك الإتفاق صوت وصورة وتمكنت الشرطة من القبض عليه والذى إعترف بدوره أن سالى هى المدبرة لكل تلك الأمور للحصول على مبلغ مالى تستطيع من خلاله إتمام زواجها من ذاك الصديق
نزلت الكلمات كالصاعقة على سارة وهى تردد سالى!!
لما
وكيف أرتضيتى أن تُحبس تلك السيدة التى تعول أيتاما كى تفرين أنتِ
مع ذلك تَرجت والدها التنازل وتسوية الأمور ودياً
حفاظاً على العلاقات الأُسرية وأن والدة سالى ووالدها لا يستحقان تلك الإهانة
ولكنها أقسمت لسالى
أنها خسرت أُختا كانت ستقف معها للأبد
وخرجت من مبنى الشرطة ودموعها تسبقها وتقول ليتنى قُتلت ولم أسمع بِخيانة سالى لى.
وفاء صابر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق