قصة قصيرة
عشق بين القبور
للأديب الراقي
جوزيف مزعل شديد
(Joseph Mizeal Shdid)
.............
قصة قصيرة
عشق بين القبور
شاب جميل تعلقت به فتاة جميلة جدا من بيئة متحضرة وثرية جدا هو مستور الحال ..عرفتهم مدرجات الجامعة زميلان تثقب الجدران والمقاعد من نظراتهم ..تضيق الممرات عند حضورهم لإعاقة طريقهما الى بعض ..تغار الفتيات والفتيان زملائهم ...حتى الاساتذة الذين تتوه جملهم وفقرات شرحهم للدروس عند مراقبتهم . حيث الجميع عيونهم وحواسهم مع المحاضر الا هما يتغازلان بسرح النظر ..كأن لاصقا ثبت اتجاه عيونهم ....
بالامتحان الشفهي علاماتهم الاثنان ممتازة ..بالكتابية اكثر تفوقا ...كأن قلوبهم مادة مفتوحة للحب والعلم معا ...
يوميا بأحلى الحلل والموديلات تقبل اليه عطورها ماركات عالمية قليل من يستحوذ عليها ..
هو بنطال وجاكيث وقميص دروب المكواة واضحة وحذاء مطليا يوميا ....
الطلبة البقية يستحضرون البسة واجهات الصالحية منافسة له ومحاولة لتغيير اتجاه نظرات الصبية الجميلة ...
خجول جدا ..حيث تحاول السير في دربه تسرب كلمات زميل ..زميل ..يخاف منها ان تهزا به اذا توقف ...ماذا يقول ..اسراب الطلاب تلاحقها كما ذكور النحل للملكة ...
جلس على مقعد خشبي في حديقة الكلية ...انتظارا لمحاضرة يبعد وقتها تعرف هي انه يسكن في مكان بعيد يرتاد الكلية باكرا سيرا على الاقدام .،
رفع عينيه ..والقمر من سماء يظهر نهارا ...عطس من روائح عطرها وعيونه اصابها عمى الوان من قوس قزح فستانها ..
جلست جانبه دون استئذان ..رجله اليمين تلح على اليسار بالهزيمة ...موقف لم يتوقعه ...ابدا نظراته الشاردة عبثية لا تنوي صيد الغزلان ...
انت بخير زميل ..نعم بخير اي خير ...خيرك ليس كما خيري ..
طيب انت جميل ...ربك اجمل ...من اين انت انا فتاة شامية ...من الريف اقطن قريب المقابر ...قرب الشام ...
نفسه عزيزة جدا عزمته على مقصف الكلية اعتذر .،
ذهبت بنفسها احضرت سندويش له ولها مع شاي ...ارغمته القبول بضيافتها ..
الا ترى كل الزملاء شاب وشابة يدرجون بين دروب الحديقة وانت ..وحيدا ..اخترك ان نترافق يوميا ...داخل الكلية وخارجها ...انت لطيف ..لا اخفي مشاعري تجاهك ..احبك .احبك ..
طولي بالك ..انا فقير ..وانت ثرية ...لا نناسب بعضنا ....
كيف ..اانت شابا وسيما وأنا فتاة احببتك .كما كل الفتيات ...
لها مشاعر مشروعة ..
لاحول الله ....
وحيدة اهلي ...والدي ثري .جدا ...ابناء العائلة يتناحرون من اجلي ...كي يرثونه ...اكره المال ابحث عن الحب النقي البريء الخالي من الغايات المادية ..اريده عشقا غريزيا عذريا ...هذه حريتي ...
اخترتك لطموحك ان تنهي دراستك الجامعية وتكافح من اجل بناء حياة من عرق جبينك ..اعرف كل شيء عندك مقنن أو محروم منه ..الا تؤمن ان الحب من نعم الله ايضا ...
تدعوه للالتقاء خارج الجامعة بعد ان تشبع من كلماتها الانيقة الراقية وصدق معانيها .....
يمانع لأنه لا يقدر على مصاريف اللقاءات ولا يقبل ان تصرف عليه ...
لا يرغب ان يجلس بالحدائق كي لا يثير فضول الناس او العاشقين جمال خارق شياكة هائلة وهو متواضع بكل الامور ...
احتال عليها وهو يدرج معها في احد الشوارع ...وباب احدى المدافن مفتوح ...قال لها علي قراءة الفاتحة على والدي صرنا جانب قبره ...اختار احد القبور لشخصية شامية مرموقة وقرات الفاتحة معه .....جلسا تحت شجرة سامقة ...تبادلا نظرات الحب وكلمات شاعرية ..لا احد يسمع ويراهم او يقول عنه غني او فقير ...او احدا يتلصلص وتفلت منه الفاتنة ..
..هي مزهوة به ....تعلقت به جدا انه رجل مثقف ...عزيز النفس ...لم يتطرأ لأهلها واملاكهم ..وظروفهم ....
مواعيدهم ثابتة الى المقبرة كل يوم تحت شجرة ...يلفت نظرهم العشاق او المتزوجين من رحل احدهم ..ينثرون الياسمين وباقات الورود ...
ناطور المقبرة أو المدفنجي فاض فضوله ..يلتقيان لا يحملان وردا ولا قراءة فاتحة على احد ....قدم لهم الشاي ..ثم يحضر لهم فرشات كي لا تتوسخ ملابسها الانيقة
لماذا اللقاء بالمقبرة ليس بالكافتيريا ...يتسأل.
ثرية بنت عائلة شامية راقية وهو انسان اذا مات لم يحظى بقبر ...
حكى لهم قصصا جميلة عن عشاق يزورن قبور الاحبة والعشاق سنوات والوفاء لا يرتبط بالحالة المادية ...
اغلب بنات العائلات اشترن قبورا لعشاقهن المتوفين لأسباب مختلفة ...والعكس صحيح ...
تخرجوا من الجامعة ..قدمت له هدية مفتاح شقة ومفتاح سيارة فاخرة ..تقدم والدها الثري يطلب يده ..الى قرية نائية ..اعتز وافتخر بخيار ابنته حيث اثبتت انها اصيلة متواضعة وتربية لم يتوقعها هكذا ..اسر لها انه كان يقدم المعونات للأسر الفقيرة دون ان تدري هي ووالدتها ...
عقد الزواج الميمون ...المتواضع كي لا يشعر اهله بالفارق الطبقي ووزع النفقات المتوقعة من عرس مخملي الى اهل قريته الفقيرة ...
وتوجها الى قضاء شهر العسل في فيلته بصلفنة .....
اسعد زوجين كانت شواهد القبور ..تسمع الغزل الراقي اللطيف من البراءة والتواضع .....
من خيالي القصصي
المهندس جوزيف مزعل شديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق