الاثنين، 30 مارس 2020

الشعر فخاخ بقلم الكاتب / Abdraouf Rawafi


الشعر فخاخ
بقلم الكاتب  
Abdraouf Rawafi
 

الشعر فخاخ

تتمرد الكلمات عن دلالتها التي لها في اللسان و القواميس لتعانق- في الشعر- بعض المعاني السائبة التي لا تعترف بالتعاقد 
و لا تمتثل للمواضعة و إنما تستبيحهما بما تولده في أذهاننا لحظة التلقي من روابط و علاقات بين الصور و المتمثلات التي إما أن تكون مخزنة في ذاكرتنا أو ينتجها السياق التخييلي لحظة الالتذاذ بالصورة.
غير أن المحاكاة الشعرية تبدو أكثر إثارة للمتعة و أكبر قدرة على الإعجاب من الأصل الذي تحاكيه 
إذ للشاعر من أدوات التخيل و الجواز و طرائق الوصف و أساليب التصوير ما به يوقع المتلقي في فخاخ الأقاويل الشعرية متى أوهمه بصدقها لا في واقعيتها بل في ممكنات حدوثها بتحويلها من حدث واقعي إلى حدث شعري ممكن. فيستدرج الشاعر متلقيه نحو التسليم بها و الاستعداد للدفاع عنها إذا كانت قيما في الحكمة و الاقتداء به إذا كان ممدوحا و تمني حيازتها إذا كانت معشوقة و فداء الذات في سبيل خلوده إذا كان مرثيا و الإعلاء من خصاله أو الذوبان فيه إذا كان فخرا...
فلحظة الإيقاع بالمتلقي و التأثير فيه و استدراجه إلى الفخ التخيّلي و ترويضه مجازا و صرف اهتمامه عما للكلمة في القاموس من معنى هو أشبه - في نظر النقد القديم- بأعمال الحيلة في إلقاء الكلام من النفوس بموضع القبول بمعناه الذي صاغه الشاعر صياغة تنافر المألوف و تعانق العجيب فيأتي المألوف من المعاني في العجيب من الصور. 
فلا تكتسب الكلمة معناها مما تعارف عليه الناس و تواضعوا عليه في الواقع بل مما ألبسها الشاعر من لبوس التحسين و التجميل حتى لكأن الكلمة في الشعر كالحسناء في الخدر .
و لنا في الشعر العربي القديم أمثلة لا تحصى و لا تعد
 نكتفي باستدعاء نموذجين إثنين أولهما..
 شعر الحماسة..
 الذي أقامه أصحابه على تجميل الحرب و تحسين الخراب و تزيين الدمار و تلذذ الأنين و الانتشاء بالدماء و الموت...و ثانيهما
 شعر الطبيعة ..
خصوصا عند الأندلسيين الذين أقاموه على تجميل النار و التغزل بلهيبها و التلذذ بحرّها و تزيين لهيبها و الانتشاء بألوانها...
..............
بقلم
عبد الرؤوف أبو معاذ روافي. تالة. الجمهورية التونسية

عام اودين ** الأديب / عبدالله ربيع .. سورية




.. عام اودين
الأديب

عبدالله ربيع

.. سورية

 ...............

حطمت مطرقة ثور
كرة الصمت الزجاجية
معلنة
نهاية عام مضى
.....
وقبل أن يرفع ثور مطرقته استعدادا للضربة الثانية لإعلان عام جديد قادم
أمسك ( أودين )مطرقة ثور
إنه عيد ميلادي وأنا أقرر متى أودع او أستقبل
عام وعام
.....
دعونا الآن نمرح ونرقص ونتقاتل في
فالهالا
.....
لكن الثعلب الماكر ( لوكي ) أراد حصته سريعا كعادته
في استغلال الفرص
تحايل على ( أودين) لأجل الإسراع في إعلانه
طمعا بجائزة
....
لكن ( أودين ) كان مشغولا في جنته  ( فالهالا )..
يشاركه ثور في ألعابه مع بقية اللاعبين
.....
اصطفّ بعضهم مع ( لوكي ) مثل ( ايمير )..
والبعض مع ( أودين ) 
مثل ( فريا ) ..
.....
تسارعت ذكريات العام المنصرم في رأس ( راغنار )

قليل منها فرح وسعادة الانتصارات
والكثير من الخيبات والانكسارات
.....
كانت أحلامه كبيرة جدا
وهواجسه لاتهدأ بتصوير انتصارات وهمية لاتسكن إلا رأسه
أهمها كان حلم انتصاره على نفسه
.....
أحلامه تخطت حلمه الصغير هذا
دفن جميع خيباته في صندوقه الأثري
واستعطف ثور ان يحطمه بضربة قوية بمطرقته
اقترح ( ايمير ) أن يغرقه في مياه المحيط
.....
لكن ( أودين ) قرر أن يعلق الصندوق المحطم
على أغصان أغدراسيل
جميلة جدا لحظات الفرح العابرة
وردية
سعيدة
.....
كأفراح طفل تعلم الزحف أخيرا
لكنها قليلة
نادرة
كمطر الصيف
أغدراسيل شامخة شاهقة
كما أحلام راغنار
دائمة الخضرة
مديدة الحياة
جذورها في الأرض
وقمتها تناطح السماء
.....
خائفا دوما من الموت( راغنار )
في لحظة تحد منه أراد أن يختبر الحياة
أحضر حباله
صنع انشوطة عليها بأطراف أغدراسيل
.....
لف الأنشوطة حول رقبته
قفز في الهواء
التقى به
عرفه
استسلم له
أهداه روحه
سكن في فالهالا
لينعم بخيراتها
 .................
الأديب
.. عبدالله ربيع
.. سورية
... 4/1/2020فجرا

الجمعة، 27 مارس 2020

قصة قصيرة جدا: نفخ روح الأديب القاص / أيمن حسين السعيد



قصة قصيرة جدا:
 نفخ روح
الأديب القاص
أيمن حسين السعيد
..................


نفخ روح 

في خريف عمره،يغمره الضياع،يجتاحه هذيان الحنين،لدفء حب مفتقد، وعائلة ميتة،يولد حبيبة وطيوف فلذات كبده،فيفرون منه في السراب،يهز جذع الزيتونة،فيتساقط عليه قرينة ذاته،

*************
الأديب
ايمن حسين السعيد

الأربعاء، 25 مارس 2020

بوابة الزمن ** الأديبة / علا العامرى Ola Alamri‎‏ ...........


بوابة الزمن

الأديبة
علا العامرى 
...........

بعض الأمور خلقت كالغزل متشابكة مع بعضها تفكيك هذه الخيوط ورتقها من جديد قد يستغرق وقتًا أحياناً..
كالحلم بباطن الحلم
المشابه للسفر عبر الزمن وأنت في اليقظة 
** 
تتمتم بصوت خافت امرأة أربعينية العمر تجلس مع ولدها الذي بلغ سنه القانوني منذ عدة أيام،،
وهي تحتضن صورة محاطة بشريط أسود بين يديها..!!
-والودق يكاد يهطل كالمطر الهتان على أرض أنهكها الضمأ من عينيك فقد أضرم الفراق فؤداكِ
حتى بتِ رمادًا آفلةٍ كحبة كستناءٍ مهترئةٍ من السوادِ
بسبب سهو الطاهي عنها أثناء انشغالهُ ببرد الشتاءِ..!!

**  
  يتابع ولدها الذي يجلس بجانبها الحديث بداخله وهو يصغي لنبرات حديثها المفعمة بالألم..!
الأم وبنبرةٍ يشوبها الأرق 
تزينها أبتسامة مقنعه..!
_
هل تعلم؟!
_
الابن: ماذا؟!
الأم: في أحدى ليالي الشتاء الباردة حيث كان الرعد يقصف
في وسط السماء..،،انقبض قلبي وبدأ كل شيء يرتعش في داخلي كأني فقدت السيطرة على جسدي
بعد مدةً من استيقاظي..
كنت أشبه بتائهٍ في غابةً كثيفة الأشجار
دائريةٍ..
 ** 
عندما أصطدمت عيناي بلوحةٍ معلقةٍ
فوق أحد الأبواب كُتب عليها 
( باب الشيخ الطوسي )،،
فور تذكري لذلك الصوت...
الذي لازال إلى الآن في أذني
كان أشبه بنوتة موسيقية أزلية الهوى
يثمل الأذن صدى إيقاعها..!!،،
حيث بات الزمان رتيبا
 أشبه زهرةٍ متمسكة
بطرفِ غصنٍ ضعيف لشجرةٍ هرمةٍ 
على وشك السقوط
لتشعب أفنانها،،من الجنائن المعلقة!!
لرجل طويل القامة

**  
  أشبه بنجمة متوهجة يهتدى بها الرحالة
في الصحاري الحالكةَ الدجى..!!
شعره كأنه من الحرير..
ذو لحية بيضاء وشعر يكسوه الشيب
رغم هذا
 لكنه بدا كأنه في الثلاثين من عمره..!!
بابتسامة تحيط الروح بالصبابة..!
أهداني حمامتين مختلفتين في العمر
بدتا كزهرتا لوتس بيضاء..
وقتها راودني شعور
الجالس في صالة انتظار العمليات
ليستعد لانتزاع قطعةٍ من جسده
لكن الحمامة الكبيرة أمانةً لديكِ
سأعود لأخذها عندما يحين وقتها ..!!
**  
 - الابن: ومتى حدث هذا؟!
الأم_عندما كنت في الثانية عشرة من عمرك
قبل ولادتي لأختك نور ببضعة أيام..!!
وفجأة يقطع الحديث صوت زوجها الذي
استيقظ لتوه على صوت صفير الرياح
وهو يضرب النافذة بقوة حيث نسوا
إغلاقها قبل النوم..!!
وبصعوبة بالغة تنهض من النوم
لتتفاجئ بمخاضها الأول..
-الزوج: يا الله لقد حان وقت الولادة
-الزوجة: بدهشة ماهذا هل سافرتُ عبر الزمن
أم هو الحلم بباطن الحلم ..!!
**  

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...