في مدينتي
الأديب
Khalid Jwid
..............
في مدينتي ... لا يموت يا ريم الحجر.
يعيش فيها يا صغيرتي ويحيا كما يحيا الشجر .
هناك يا ريم يستشهد الطفل
كما يستشهد العاجز
الذي رده الله
لأرذل العمر..
في غزة يا طفلتي لا يجرؤ الخريف أن يلفح وجه
زهرها بريحه المجنون ....
و لا تهاجر طيور النوارس أمواج بحرها حتى وإن خانتها في موسم
رحيلها الظنون .. باقية يا ريم مدينتي...
باقية ما بقي شجر الزيتون...
مدينتي يا ريم.... لا تجيد فن الخطب ولا تحترف
لغة الكلام.... غزة يا صغيرتي ..
لا يمكن أن تهادن أو تساوم... هي تعرف جيدا يا صغيرتي
كيف تفتش عن الموت وسط الزحام
يا ريم .... في غزة تختلف عند أمهاتنا حسابات
الزمن......... فالطفل حين يولد يصبح من لحظة ولادته رجلا يواجه المحن..
هناك يا ريم تعلمنا من حكايات الزغاريد كيف تزف
مواكب الشهداء ...
تعلمنا من الأرحام التي بقرت كيف تلد النساء...
هناك يا ريم تعلمنا كيف يكون العشق للأرض من
أسمى معاني الوفاء ...
وتذكري يا ريم حتى لو زرعوا في أحشاء أطفالنا
قنابلهم ستظل شرايينهم مغروسة بالأرض جذورا...
ستظل مآذنهم تطال عنان السماء كالأبابيل طيَورا....
هم الأرض يا ريم لا نحن.... هم الإنسان يا ريم
لا نحن.. هم الطهر إذا رمت يا صغيرتي أن تكون الأرض للشهداء قبلة وطهورا..
غزة يا ريم لا تعرف معاجمها معنى الانكسار....
هي من مواليد أشهر النار...
تعي تماما الفرق بين من يسعى للشهادة وبين من
ينتظر الموت فوق مقاعد الانتظار....
يا ريم في غزة الوطن أغلى من الحياة..... والأرض أغلى من الروح
تلك هي مدينتي يا ريم...
أرض الكرامة والعزة....
تلك هي غزة..
............
بقلمي /
خالد جويد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق