قصة قصيرة بعنوان...
كفى دمارا !!
للكاتب/
حسن عبد المنعم رفاعى
***********************
** كان يراقبها دوما من نافذة غرفته التي أمام غرفتها مباشرة ، ينتظرها تخرج ، تجلس بالشرفة لتشرب الشاي على أنغام وصوت فيروز وقت الغروب فكانت تعشق مثله ، منظر غروب الشمس مما يضفى على المنظر مزيدا من الرومانسية كل صباح عندما تفتح النافذة .
و ايضا حين تقف بالشرفة منذ كانت صغيرة في الثالثة عشر من عمرها ، وكان يكبرها بثلاث سنوات فقط ، و يعشقها بجنون ، ولكنه لم يخبرها يوما عن حبه لها ، ويعرف كل شيء عن تفاصيل حياتها
أثناء هذه الفترة نشبت الحرب ولأنه جنديا بالجيش و قبل رحيله ودعها وداعا مليئا بالأشواق الحارة و حبه الصادق لها إذ ركع أمامها على ركبتيه وأمسك بيدها و طبع عليها قبلة حارة طلب منها الزواج ، انهمرت الدموع من عينيها من شدة سعادتها ؛ اتفقا على الزواج. وكلما هدأت المعارك اخرج منديلها من جيبه ليراها خلاله ويقبله ويمنى نفسه بنهاية هذه الحرب اللعينة ، بعد أشهر أصيب في أحد المعارك وبترت ذراعه ؛ عاد وكله أسى كيف يخبرها أنه أحيل لتقاعد من الجيش لعجزه فهل تقبله .ام يبتعد عنها لتسعد مع اخر!؟
كانت كل هذه الأفكار تدور برأسه ، وما أن وصل إلى الحي الذي يسكن فيه حتى رأى المنازل مهدمه من الغارات الجوية وقذائف المدافع التي لم تفرق بين المواقع العسكرية والأحياء السكنية ، وجنود الدفاع المدني والأهالي تحاول رفع الأنقاض في محاولات يائسة للإنقاذ ما يمكن انقاذه من الأرواح البريئة ، أسرعً إلى البيت فوجده مهدمًا ؛ وقف يتأمل المشهد في ذهول وأخذ يسأل جميع من حوله عن مصير أهل المنزل فلم يجد أحدا يعلم هل هم قتلى أم جرحى !
جرى مثل المجنون يبحث عن أهله وحبيبته في أماكن الإيواء و المستشفيات حتى وجدها ترقد على سريرها والضمادات تكسو كل جسدها ولا يظهر منها لا وجهها الشاحب .
جلس جوارها يحاول أن يخفى عنها ذراعه المفقود والدموع تسيل ، تبلل وجنتيه ؛ تعلقت بعنقه كطفلة صغيرة قالت بصوت خافت :
( الآن أموت وأنا قريرة العين ، لأن وجهك آخر شيء أراه في هذا العالم )
وضع سبابته على فمها قائلا :
( أعدك ألا أعرف بعدك امرأة)
أحاطت عنقه بيديها ؛ تراخت ذراعاها فجأة ، لقد رحلت
تذكر أسعد لحظات عاشها معا والأماني الجميلة أن يجمعهم بيت صغير يسعدا سويا ولكن كان القدر أقوى من الجميع وماتت بين يدي وتكسرت أشرعتي وتحطمت سفني
لكن حبيبتي .. أردت أن أحيي ذكراكِ بمنح ابنتي شرفَ اسمك لتظلي معي وأذكرك كلما ناديت عليها أو داعبتها أو طبعت على وجنتيها قبلة.
تمت في/ 3/4/2022
=================
للكاتب/حسن عبد المنعم رفاعى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق