خصلات بيضاء،،،
بقلم الأديبة الراقية
عبير جلال
...............
خصلات بيضاء،،،
وقفت أمام مرآتي لأتزين وأضع وشاحي على شعري لأخبئ به تلك الخصلات البيضاء التي اكتسحت شعري،
كنت من قبل فرحة ببعض الشعيرات البيضاء، لم أكن أعرف إنها سوف تتحول لمشيب ليكتسي شعري،،
كنت من قبل شابة في عمر الزهور مثل العصفور أطير هنا وهناك، أصيح وأغرد لايقف في وجهي أي شيء، كل ما أتمناه .. أحققه.
لم أدرِّ أن الأيام تجري والعمر يزحف من تحت قدمي، كان كل همي عملي واصدقائي، لم أفكر في غد ابدا ولا في الاستقرار نهائيا .
فأنا عصفورة أطير من مكان لمكان لأجد متعتي في الحياة الانطلاق بدون أي مسؤولية،،،
رفضت فكرة الزواج والارتباط نهائيا،
كيف أرتبط بإنسان يتحكم في تصرفاتي ،ونسيت تربطهم مودة ورحمة
رفضت فكرة أن أكون أم وأكون مسؤوله عن طفل في حياتي، ونسيت مدى السعادة التي كان سوف يدخلها على قلبي،
وأنه سوف يكون صديقي في كبري ووحدتي،،
رفضت كل فكرة ارتباط بمجرد ظهورها في حياتي، وفضلت حياة الانطلاق
ولم يطرأ على بالي أن تمر الأيام وتأخذ معها شبابي،
ها أنا الآن أقف وحيدة أمام مرأتي لأنظر لملامحي وقد رسم الزمن خطوطه على وجهي ،وذهب الجمال كما ذهبت الأيام،
أقف وحيدة لأنظر لحياتي،
وقد أصبحت الوحدة صديقتي.
بعد أن أختار أصدقائي حياة الاستقرار تزوجوا وأنجبوا أطفالا،،
أنظر لهم كم أصبحت حياتهم مليئة بالمشاغل المحبوبة لنفوسهم ،لكونهم أسسوا حياة سعيدة أساسها المودة والرحمة ،التي لم أفكر فيها أبدا،
الآن حياتي بعد سن الأربعين وقد أصبحت فارغة من الأصدقاء، وحدة وكآبة وفراغ،
مقسمة بين عملي وبيتي ووقوفي أمام مرآتي لأنظر على خصلات شعري البيضاء كم كثرت في شعري، وتفكيري كيف أصبحت حياتي فارغة،،
عندما أختلي بنفسي في لحظة استرخاء،،أشعر كم ظلمت نفسي باختياري العقيم .
نعم اختيار عقيم خالٍ من الود والرحمة ،وجمال الحياة المليئة بالصخب، روتين قاسٍ يفقدني توازني في بعض من الأحيان،
إنه الاختيار الخطأ،،
اختيار الحياة بلاهدف،،،
بقلم عبير جلال
مصر،،الإسكندرية
١٤/٩/٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق