الخميس، 2 فبراير 2023

الأسف لما بعد الفراق *** بقلم الأديبة الراقية / Toufika Zerouali ...........

 

الأسف لما بعد الفراق

بقلم الأديبة الراقية 

Toufika Zerouali

...........


في مثل هذ االيوما 29 يناير2021

تحل الذكرى الثانية لوفاة أحد رجالات

 بركان المناضلين الأبرار والمخلصين.

 السيد والدي ميمون زروالي وتلك سنة الحياة.

 لكن الحياة نفسها تتأسف للحظة الفراق، ويستمر الأسف لما بعد الفراق. 

فرغم إيماننا بأن الموت حق على كل إنسان، وسنة من سنن الحياة، وقدر محتوم مهما طال العمر، ولا يمكن أن نحيا إلا ما كتب الله لنا، لكن الأقسى والأصعب والأفجع على النفس هو ما يصيبها من ذهول حينما تفقد أبا مناضلا وفيا خالص الوعد.

بعد عصر يوم الجمعة ذهبت إليه المستشفى ونظراته لازالت تحوم في ذاكرتي لن تنمحي ابدا كانت نظرات الوداع الأخير وبعد نصف ساعة بعدها غادرنا الى دار البقاء بالمستشفى الجامعي بوجدة كانت صدمة لا تنسى.

كان والدي رجلا بشوشا طيب القلب، لا تفارق محياه البسمة مهما كانت المواقف والظروف. 

كان يتمتع بروح خفيفة ومزاج ميال إلى الجدية، يحب مناقشة الأفكار. 

تطيب مرافقته مهما امتد الزمن وبعدت المسافة، فلا تشعر بالملل ولا العياء، ولا تحس بالضجر، مؤنس حقا كما توحي ملامحه الظاهرية على الاستئناس معه، مما يدفعك لتزداد اطمئنانا لمشاعره الداخلية عن طريق إحساس رائع.

كان ابي متنفسا لهموم كل رفاقه 

وأصدقائه ومعارفه، وهو المعروف في أكثر من وسط، في اللقاءات والتجمعات والمجالس،

 سواء كانت أفراحا أم أقراحا. 

الكل يرغب في مجالسته، ليس لكثرة كلامه ولكن لصمته وقلة كلامه، فهو حين ينطق يدخل البهجة والمرح بكلمة بسيطة لكنها تأتي في صميم اللحظة المناسبة، يبدي رأيه دون فرضه، كان رجل توافقات، لا يتدخل في شؤون الغير.

فرغم ما كان يمتاز به من روح الصدق والمصداقية التي تروح عن النفس، بقدر ما كان يمتاز بالجدية في معاملاته الشخصية كان محبوبا لدى الجميع، يتمتع بالهيبة والوقار.

إن ذكراه لم تفارق مخيلتي . فهو الغائب الحاضر، والكل ينطق بالثناء عليه، والدعاء له بالرحمة والمغفرة. ولا تزال ابتسامته الخفيفة الصادرة من الأعماق والمرسومة على محياه يحتفظ بذكراها الجميع، والتي بقيت ملازمة له حتى الساعات الأخيرة قبل وفاته. كلمات جليلة قيلت في حقه من طرف وعاظ أجلاء ممن عرفوه حق المعرفة، والكل شاهد على ورعه وإخلاصه.

ونحن نحيي ذكرى وفاته الثانية بعيدا عنه حضور ومواساة تساهم في المساعدة على تخفيف مشاعر الحزن عنا، وتشكل حيزا هاما في ذكرى رحيله.

و أقول له بعد فراقك النهائي ياأبي لا نملك يا غالي، في كل الأحوال إلا الدعاء والتضرع إلى العلي القدير أن يتغمد روحك الطيبة بواسع رحمته. اللهم بشره بقولك “كُلُوا واشْرَبوا هَنيئاً بما أسْلَفْتُمْ في الأيّام الخَالِية” . سلام على روحك الطيبة النقية، سلام من أهل بيتك وذويك ورفاقه وأصدقائك ومعارفك، وهم يدعون لك في ذكراك بالرحمة والمغفرة والجنان. “يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً”

رحمك الله ياوالدي الصادق الصدوق،.وجعل قبرك روضا من رياض الجنة .

دمت في جنة النعيم مع الصديقين والشهداء الابرار وجعل الله قرآنك مؤنسا في وحشتك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القصة القصيرة *** عدو غادر *** الأديبة الراقية / وفاء صابر ( بيبه بيبو ) ...... مصر ......

القصة القصيرة  عدو غادر الأديبة الراقية  وفاء صابر (  بيبه بيبو  ) ......مصر ...... .......   عدو غادر .......... دلال سيدة ت...