الخميس، 18 مايو 2023

قصةٌ قصيرةٌ..*** "الأَمـِــيرَةُ وَ المُشــاغِبُ!" *** الأديب الراقي / صاحب ساجت ( Sahib Sachit )

قصةٌ قصيرةٌ..

     "الأَمـِــيرَةُ وَ المُشــاغِبُ!"

الأديب الراقي

صاحب ساجت

 Sahib Sachit

 ............




     "الأَمـِــيرَةُ وَ المُشــاغِبُ!"

     

        في زمنٍ مَضىٰ.. كانتْ أميرةٌ صغيرةٌ، تأتي إلـىٰ نَهــــــرٍ جارٍ قربَ قريةٍ. وَ الحقيقةُ.. أنَّ حُوذيًّا يأتي بها

وَ يَزُجُّها وسطَ صبيةٍ يتوزعونَ بينَ النَّهرِ

وَ أفياءِ الأشجـارِ؛ يَسبحونَ، يَلعبونَ، يَصطادونَ سمكًا أو يَتفرجونَ.. بَينما أحدُ الأكواخِ، في أَقصىٰ القريةِ يَحتضِنُ الحُوذيَّ، مدةَ بقاءِ الأميرةِ معَ الصِّبيةِ.

هُناكَ.. يَقضي وَقتًا ممتعًا معَ اِمراةٍ متوسطةَ العُمرِ، دَعتهُ ذاتَ مَرَّةٍ، لِوجبةِ طعامٍ وَ كُوبِ شايٍ. القريةُ تعرفُ ذٰلكَ، وَ لا تُعقّبُ!

لأنّهُ منْ أزلامِ المَلكةِ!

يَنالُ ما يرغبُ، في أيِّ وقتٍ يشاءُ.. هٰذهِ الأمـــيرةُ ناهزتِ العاشرةَ، وَ هي آخرُ العنقودِ، لـٰـكنَّ القَدرُ شاءَ أنْ تُصْبِحَ العنقودَ بِاَكملِهِ، بلا مُنازعٍ!

صَغيرةُ البُنيَةِ، قَليلةُ الحَيويةِ، تَتسِمُ بالخمُولِ، وَ تتوغلُ برفقٍ في أحداثٍ ماضيةٍ.. وَ ما أَبشعُها!

أحداثٌ ُقتِلَ فيها أَبُوها وَ إخوانُها الثَّلاثةُ، بِدَمويَّةٍ قَلَّ نظيرُهـا!

في حرُوبٍ معَ طامعينَ، وَ مِنْ ثَمَّ آلَ العَرشُ إلـىٰ أُمِّهـــــا. أُمٌّ باتتْ تَحرصُ بِدقَةٍ عَلَـىٰ تربيةِ وَ رعايةِ (وليَّةِ العَهدِ) بحيث عَمَدتْ أَنْ تَترعرعَ علـىٰ طَبعٍ خَشنٍ، ترويضِ نفسٍ علـىٰ صَبرٍ وَ طولِ أناةٍ!

صِبْيَةُ القريةِ... بنينٌ وَ بناتٌ، تتفاوتُ أعمارُهُم، مِنهُـــم:- صغيرٌ دونَ الخامسةِ، وَ منهُم مَنْ شَبَّ وَ بَرزَ عُودُهُ بينَ أقرانهِ، بَيْدَ أَنّ أجسادَهُم لا تُوحي بأعمارِهِم، بَلْ تَبدو أقلَّ.. أجسادٌ عجيبةٌ بحيويتِها وَ حركاتِها البَهلوانيةِ، سَواءٌ في السباحَةِ أو المطارداتِ بينَ الأشجارِ. لكُلِّ مجموعةٍ مِنها.. زعيمٌ منافحٌ عنْ حقُوقِها، إذا شاءَتِ المصادفاتِ أو المقاصدِ.. تجاوزَ أفرادُ مجموعةٍ علـىٰ أُخرىٰ!

أجسادٌ قويةٌ عركتْها حياةُ الريفِ، لمْ تزلْ غضَّةً، يفوحُ منها عِطرُ الزَّهو وَ التفاخرِ. جُلُّها مَيَّالةٌ إلـىٰ الرِّفقةِ وَ التَّودُّدِ فيما بينها.

   بِدءًا.. تَجشَّمتِ الأَميرَةُ عَناءَ الإندماجِ معَ هٰكذا خليطٍ متجانسٍ، حاولتْ بِفطرتِها المَدنيةِ، أنْ تستحوذَ علـىٰ وِدِّ صَداقةِ أحدِهِم أَو إِحداهُنَّ. تَعرَّفوا عليها عنْ كثبٍ بالتحــيَّةِ أو السؤالِ، في أثناءِ تَحلُّقهُم حَولَها.

هٰذهِ تُداعبُ شعرَها الذَّهبي، وَ ذاكَ يَرمي نظراتَهُ الفاحصةَ عَلـىٰ عَينيها الزَّرقاوينِ.. وَ تلــــكَ تُقارنُ ثوبَها المُكَشْكشَ، مَعَ ثوبِها البَالي ...

يا لِظَرافةِ الصِّبيَةِ وَ هُم (يَتكَأْكؤُنَ عَليها كِتِكاكِئِهم عَلـىٰ ذي جِنَّةٍ)!سرعانَ ما تَبتسمُ لَهم، تُلاطِفُهُم، وَ تَرمي قُبَّعةَ رأسِها بَينهُم فَيَتقاذفُونَها بَعيدًا، لِتقولَ لَها بعضُهُنَّ:

ــ سَتشوي رأسَكِ الشَّمسُ!

 لماذا رميتيها عليهِم؟

 أَنَّهُـــــــم أبالسةٌ بِزيِّ صِبيَةِ بَشرٍ!

 انظري.. انظري!

ذٰلكَ المُشاكِسُ.. مُشاغبٌ بَيننا!

احذَري مِنهُ، إنَّه مهووسٌ بالزعامةِ وَ لا يألُو جُهدًا في السيطرةِ علـىٰ مجموعتهِ أو علينا جميعًا، لكنَّهُ يمتلكُ شيئًا منَ الرَّأفةِ مَعنا.. نحنُ البناتَ، وَ هٰذا لا يُنكــرُ!

ــ ما اسمهُ؟

ــ حازم ...

 ــ آه.. اسمٌ لطيفٌ..

   حازم.. يا حازم.. هاتَ قُبَّعتي!

   الشمسُ نزلتْ علـىٰ رأسي!

          تقرَّبَ منها.. مَدَّتْ يَدَها لِتأخُذَ القبعةَ، بَيْدَ أنَّهُ  بحركةٍ سريعةٍ ثَبَّتَها بنفسهِ أمامَ اِنبهارِ أقرانِهِ وَ دَهشتِهِم.

ــ هٰذهِ أميرةٌ..  بنتُ الملكةِ، تُريدُ أنْ تلعبَ وَ تَقضي وَقتًا معكُم. عاملُوها كَإختٍ لَكُم ...

      هٰكذا عرَّفَ الحُوذيُّ الأميرةَ للصبيَةِ، في أولِ زيارةٍ.

تكرَّرتِ الزياراتُ وَ حدثتْ مواقفُ عَفويةٌ وَ بسيطةٌ.

ذاتَ مَرَّةٍ أصرَّتْ أنْ تَسبحَ معَ البناتِ في ماءِ الشاطيءِ الضِّحــضاحِ.

لَوَّنَ الخوفُ وَجهَها، تسارعتْ دقَّاتُ قلبِها، وَ كُرَتَا عَينيهـا الجَّاحظتينِ كادَتْ أنْ تَطفرَا من محاجرِها، اِختنقَتْ بالماءِ الداخلِ في جوفِها وَ رئتيها!

تَعالتِ الأصواتُ وَ تَراكضَ الصبيَةُ إلـىٰ مَكانِ الجَّلبَةِ.. وَ طبعًا حازمُ في مقدمتِهم. قفزَ إلـىٰ الأمـــــيرةِ وَ رفعَها بينَ يديهِ، وَ هي تَتلوَّىٰ وَ تسعلُ كثيرًا..

بعدَ دقائقٍ.. وَقفَتِ الأميرةُ وسطَ حلقةٍ من أجسادِ عُراةٍ صَغيرةٍ!

اِنسحبتِ البناتُ، مُطَأطأةً رُؤوسهُنَّ خَجلًا منْ هٰذا المَشهدِ.

ــ شكرًا..أنقذتُم حَياتي وَ حياةَ أسرتي.

  كيفَ سمحتُم لها أنْ تَدخُلَ

  وَ هي لا تعرفُ شيئًا عَنِ السِّباحةِ؟

  ماذا سأقولُ لِلملكةِ لو حصلَ

  مَكروهٌ؟

       تَكلَّمَ الحُوذيُّ بعنفٍ معَ الصبيَةِ عنْ جُرمٍ لمْ يَقترفْهُ أحدٌ مِنهُم. بعدَها قادَ عربتَهُ مُتجهًا للمدينةِ وَ الأَميرةُ تودِّعُهُم بابتِسامةِ بَقايا خَوفٍ..

عَبثًا تَبحثُ عنْ حازم المُشاغبِ، بينما حازمُ مُنكسِرَ الخاطرِ، يَلوذُ بالصمتِ وَ يستَشعِرُ فحُولَتَهُ المُبكِّرَةَ...

     (صاحب ساجت/العراق)



 

الجمعة، 12 مايو 2023

قصة قصيرة *** الإيثار *** للأديبة الراقية / مها حيدر .........

قصة قصيرة

الإيثار

للأديبة الراقية

 مها حيدر

.........

 


الإيثار

حط الطائر المهاجر رحاله في ( السليمانية ) حيث الجبال العالية وأشجار الجوز والبلوط  وناسها البسطاء الطيبون ومدينة ألعاب ( جيفي لاند)  التي يعشق ألعابها ويستمتع بأجوائها الجميلة .

في ركن متجمد حيث تتساقط الثلوج بغزارة ، كان الطائر يرتجف من شدة البرد رغم ما يرتديه من ملابس سميكة وقبعة تحمي رأسه من الصقيع ، بينما هو  يتناول طعامه بشهية و تلذذ ، وقعت عينه على ولد صغير عليه آثار الفقر والعوز  ، يجلس وحيدا مرتجفا يلوذ بجدار المطعم الخارجي ويحتمي به من البرد والخوف معا وكأنه حضن أم حانيه .

هنا جال في خاطره أن يقدم له ما يستطيع من مساعدة ، فخطرت له فكرة ، نزع الطائر ما يرتديه من ملابس وقبعة  رغم حاجته لها وقدمه بكل محبة وود الى ذلك الصغير البائس..

في بادئ الامر رفض الصغير ذلك العرض الذي لم يتوقعه ، لكن أمام إلحاح الطائر قبل به وشعر بالسعادة وشكره  كثيرا على لطفه وكرمه .

أحب الطائر أن يتابع الطفل الصغير وماذا سيفعل ،  وكيف احواله ،  وأين يعيش ..

فلاحظ أن  الولد ذهب مسرعا وهو ضاحك الوجه يطير فرحا كأن الارض لا تسعه من السعادة .

بعد برهة صغيرة وصل الى باب منزله ليجد ان أخته الصغيرة تنتظره متلهفة الى رؤيته بكل براءة الأطفال ..

ففعل الولد الصغير ما لم يتوقعه الطائر حيث نزع الوشاح والقبعة التي أعطاها له وألبسها لأخته البريئة التي كانت مريضة بسبب الجوع والبرد  ، وهو سعيد بهذا العمل .

هنا فرح الطائر على ما فعله الولد اللطيف وقال : هذا هو الإيثار الحقيقي لأنه فضل أخته على نفسه رغم ما به من حاجة.

مها حيدر

من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )

 

الخميس، 11 مايو 2023

قصة قصيرة *** ليلة الزفاف *** للأديبة الراقية / وفاء صابر ( بيبه بيبو ) .........

قصة قصيرة

 ليلة الزفاف

للأديبة الراقية 

وفاء صابر ( بيبه بيبو )

.........


 

ليلة الزفاف

 

مع تباشير الصباح الأولى..

 إستيقظت رشا على أصوات العصافير على الأشجار المجاورة لشُرفتها وتبسمت لأنها انتظرت هذا اليوم منذ سنين وهو يوم عُرسها  ونظرت إلى أرجاء غرفتها وهى تتفحصها وتودع كل ركن فيها ويساورها شعور بالخوف من القادم وكيف ستصبح زوجة مسؤولة عن بيت وأولاد فيما بعد.

 راودها شعور بالخوف أشعرها بالهلع وغاصت في بحر من الصمت قطعه أصوات خارج غرفتها وأدركت أن والدتها بدأت في التجهيزات لهذا اليوم وسمعت أصوات خالاتها وهن يزغردن من فرط فرحتهن برشا

 وانقضت ساعات اليوم وبدأ المدعون في التوافد على الفندق المقام به حفل الزفاف

والجميع ينتظر وصول رشا لبدء مراسم حفل الزفاف وها قد وصلت رشا برفقة والدها وسلمها ليد أحمد عريسها.

 وبدأ الجميع في الاحتفال  ورشا في قمة سعادتها تتراقص مع صديقاتها ولكنها فجأة توقفت وطلبت والدتها التي أتت إليها مسرعة تستطلع الأمر فاجأتها رشا إنها تذكرت تلك الرؤية التي رأتها قبل يومين من زفافها وإنها ترتدى فستان زفاف غير فستانها الذى اختارته بنفسها  وتلك السيدة التي تمتمت لها بكلمات غير مفهومة سوى عبارة  عُرسك بالجنة.

وضحكت الأم وهدأتها كثيراً  وطلبت من صديقاتها الالتفاف حولها ليخرجنها من حالتها ولكن الأم انتابها القلق واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم .

 ومضى بعض الوقت والكل مبتهج وفى لحظات سمع الجميع صوت طلقات ناريه متتاليه وساد الهرج والكل يجرى خارج القاعة وانطفأت الأنوار للحظات ثم عاد التيار واتفاجأ الجميع بسقوط رشا غارقة في دمائها

وأحمد يستغيث بالإسعاف في محاولة لإسعافها وتمكنت قوة الأمن من القبض على ذاك الجاني الذى أراد اغتيال أحمد

لأنه ضابط شرطة مميز فخططت إحدى الجماعات الإرهابية للقضاء عليه ليلة عُرسه

 فطاشت رصاصاته الغادرة لتنال رشا بدلاً منه  وتحققت رؤية رشا وزُفت إلى قبرها وأرتدت ذاك الفستان الأبيض الذى لم تختره ارتدت الكفن

كم من يدٍ غادرة أزهقت أرواح شبابنا وقتلت الأبرياء

ولكن عزاؤنا أن أرواح الأبرياء من شبابنا فازت بنعيم الجنة للأبد

 

الثلاثاء، 2 مايو 2023

فكرني خطيبته //قصة حقيقيه// للأديب الراقي / عبد المجيد الجاسم

فكرني خطيبته

//قصة حقيقيه//

للأديب الراقي

عبد المجيد الجاسم

.............


 

فكرني خطيبته//قصة حقيقيه//

اعتاد علي أن يتاجر ما بين دولة سوريه والعراق في السبعينات حيث يجلب من العراق /الهباري/غطاء لرأس المرأة/ ثم يبيعها في سورية أو  الدخان  أو أي شيء حتى السلاح الفردي – المسدسات – في يوم من الأيام غادر علي سورية  فجرا على دراجتة الهوائية مجتازا الحدود السورية وعليه اجتيازها قبل طلوع الفجر خوفا من شرطة الحدود و الجمارك على جانبي الحدود السورية العراقية .

وعندما وصل إلى قرية على  عمق 10كم داخل الحدود العراقية متجاوزا عدة قرى لم يجد ما يصبو إليه من الهباري التي تمتاز العراق بجودة صناعتها و تلاقي رواجا داخل سورية فما وجد إلا مسدسا وابتاعه من جماعه لكنه شك  فيهم ولا يوجد  سوى طلقتين عليه ....فغادر القرية عائدا إلى سورية الوقت مساء فما شاهد إلا ثلاثة من الذين باعوه المسدس أمامه متحرشين به ملثمين لسلبه المسدس الذين باعوه له  فما كان من علي إلا واخرج المسدس وأطلق

أول رصاصه تجاههم فما كان منهم إلا وان لاذوا بالفرار...!

 وبقيت قرية أو قريتين ليدخل الحدود السورية لكن نتيجة الإرهاق والخوف من المشلحين ...؟ استضاف أول قرية وأول بيت صادفه مساء ليرتاح بعض الشيء  أو ليأكل ما يقدمونه عندهم أو ليشرب الشاي على أقل تقدير فقدمت له المرأة الشاي صاحبة البيت وشيئا من الأكل وصاحب البيت يبدو متوفيا هذا ما فهمه ؟ وشاهد ثلاث بنات جميلات كل منهما قد اعتنت بنفسها ومكياجها وكأنها خارجة إلى العرس بل لاحظ أن كل واحدة تراقب شيئا ما الوقت عشاء فطلب من المرأة صاحبة البيت ابريقا من الماء للطهارة وقضاء الحاجة

قال علي : /

خرجت خارج المنزل وعلى مقربة  وأنا واضع على رأسي عمامة وابريق الماء في يدي فما شاهدت إلا وانقض علي شخص وأنا أدي حاجة الخلاء تقبيل وبوسات ويقول أنا انتظر صار أكثر من ساعة اراقب البيت .

والآن خرجتي وأنا ادفع به يمينا ويسارا دون أن أتكلم فوضعي الذي أنا فيه لا يسمح..!

 إلى أن مد يده نحو أعضائي الجنسية  وفوجئ إني رجل ففر هاربا لقد أخطأ الهدف .

وعدت إلى البيت المستضيف وقلت سوف أغادر متوجها نحو سورية فقالت صاحبة البيت لماذا لا تبات قلت / لا سأغادر

وأنا أتمتم من يدري ماذا يحصل لي ..... مرتين سلمت والمرة القادمة من يدري ....

فضحكت إحدى الفتيات ضحكة لم تستطيع حبسها  واضعة شاربها على فمها يبدو أنها هي كانت الهدف وأنا الضحية وكانت تراقب ما جرى لي .....

انتهت : بقلم //عبد المجيد الجاسم /أبو حيدر/

 

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...