الأربعاء، 17 أبريل 2024

القصة القصيرة *** وداعا روحيه *** الأديب الراقي / عبد الفتاح حموده ..............

القصة القصيرة 

وداعا روحيه

الأديب الراقي 

عبد الفتاح حموده

..............

 



وداعا روحيه

روحيه هو أسم بطله قصتنا اليوم وهى من الواقع الفعلى لإمرأه بسيطه كانت تعيش فى الباديه ممن يطلق عليهم العرب وتتمتع بجمال هادى يشجى الناظر إليها ويشعر بطيبه قلبها وبساطتها وفطرتها السليمه التى لازيف فيها أبدا.

وكانت تتردد على أمها التى تقيم فى أحدى مدن مدينة الإسكندرية(مصر) ولما تنتهى زيارتها تقوم الأم بتوصيلها إلى موقف الباص الذى يستقلها إلى حيث إقامتها ويذهب مع أمها أخيها -من الأم فقط-

وذات يوم وضعت روحيه أبنها الوحيد فلم تلد غيره وكانت تعيش في هدوء وسلام وأستقرار تام.

تقوم بأعمال البيت كأى إمرأه تتفرغ لها وأن كان إمرأه الباديه تجد غايه المشقه فى أعمال البيت بسبب قله الإمكانات وبساطتها بخلاف أى إمرأه فى المدينه التى تتوفر لديها أحدث الأجهزه التى توفر عليها الكثير من الجهد والمعاناه وكذلك الوقت.

ويبدو أن لكل سعاده ما ينغصها وعلى من يسعد أن يدفع ضريبه ما أعطته الدنيا فى غفله منها ليسعد مؤقتا ويتأكد أنه لايسعد المرء فى الحياه إلا أوقاتا محدده .

فقد أستطاعت إمرأه أخرى أن تتسلل إلى هذا البيت الهادئ المستقر لتفسده وتزعزع أستقراره وتبدّل حاله إلى النقيض تماما فقد تزوج الرجل منها بل وأسكنها فى بيت الزوجيه فى يوم كانت روحيه فى زياره أمها ولما عادت فوجئت بالأمر بل وقام الزوج بطردها من البيت شر طرد مصحوبا بالإهانات والسباب فعادت إلى أمها فى حاله يرثى لها فى غايه البؤس والشجن.

والأمر الذى ترتب عليه أضطراب نفسها وأتنفاضه جسدها وأرتجافها بل وزاد الأمر إلى توترها وغيابها عن الوعى وفقدان ذاكرتها من شده الألم فما أشد طعنه أقرب الناس إليها وهى لاتدرى ماذا جرى وما الذى دفع زوجها إلى كل هذا وهو الذى كان يتحدث إليها وعنها بكل ماتطيب به النفس ويلقى إستحسان ورضا.

ومن يومها وكلما شاهدها أى أحد يقول 

(روحيه جنت بالفعل تماما)

ولعلهم على حق فقد كانت تصرفاتها لاتوحى بذره من العقل تتحدث بكلام غير مفهوم وتسير فى الشارع بلا هدى ولا هدف وتجمع القاذورات من هنا وهناك .

وما زادها سوءا وإختلالا هو أن عمها أخذ منها الغرفه التى كانت تقيم فيها وأسكنها فى مكان أشبه بكوخ من الخشب على طرقات درج المنزل الذى تقيم فيه وتهالك الكوخ مع مرّ الأيام حتى أصبح المكان عاريا إلا من مكان الفراش الذى تنام عليه وأن كان فراشها قد تهالك هو أيضا وساء حاله هو الآخر.

وكانت تنام هكذا بلا مأوى ولا تجد الدفء فى الشتاء القارس ولا مكان يحفظها من وهج الشمس وحراره الجو.

وكانت صحتها تزداد سوءا بعد سوء حتى أودعها عمها فى أحدى دور الرعايه.

وهكذا أحكمت الحياه طعنتها فى زياده مأساتها فى وفاه أمها الصدر الحنون والمأوى الروحى لها الأمر الذى زاد من حالها سوءا وبدأت تتهالك وتضعف حتى رقدت على بقايا فراشها وهى لازالت لاتعرف لماذا كل هذا..؟

هكذا طوى القدر صفحتها بسلسلة متواصله من المعاناه لكثير منها مقابل القليل من السعاده والراحه .

رحمه الله عليها وأسكنها الله فسيح جناته.

تحياتى عبد الفتاح حموده

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...