القصة القصيرة
شارع المتنبي
الأديبة الراقية
مها حيدر
...........
شارع المتنبي
حط الطائر المهاجر على أحد الجسور فوق نهر دجلة ، مستمتعاً بالمناظر الخلابة وهواء بغداد العذب .
نظر متأملًا ( ساعة القشلة ) وجمال المكان قربها ، شاهد أمامه تمثالًا شامخًا بالقرب من شاطئ النهر ، طار بالقرب منه
ليعرف من هوَ .
قال الطائر : من أنت ؟
فرد التمثال بلسان فصيح :
ألم تعرفني أيها الطائر الجميل ؟! أنا الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي
قال الطائر مبتهجًا : أنت الذي قلت :
أنا الذي نظرَ الأعمى إلى أدبي
وأسمعتْ كلماتي من بهِ صممُ
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
فرد مبتسمًا: نعم ، أنا الذي كتبتها
قال الطائر : لماذا أنت هنا يا شاعرنا الكبير ؟
رد بثقة وتفاؤل : أنا هنا لكي أظل رمزًا للشعر والثقافة والأدب ، فهذا هو المكان الذي يحبه ويجتمع فيه جميع المثقفين .
غادر الطائر مودعًا المتنبي وهو معجبا بشخصيته الأدبية الرائعة ، والتي أحبها البغداديون وأطلقوا تسمية ( شارع المتنبي ) على أهم مكان يعنى بالثقافة والأدب في بغداد .
عندما كان الطائر يتجول في شارع المتنبي رأى مجموعة من الرسامات الصغيرات يحملن لوحات جميلة رسمت بدقة وعناية ، وهن يتشاجرن ، كل واحدة منهن تقول للأخرى : أنا رسمتي أحلى وأفضل.
قال الطائر لهن : يكفي … لا تتشاجرن ، جميع ما رسمتن مبهر ويدعو للفخر ، أنتن مبدعات ، وكل واحدة قد رسمت لوحة رائعة ولها معنىً جميل للغاية ، كل الثقافات والفنون رائعة في بلدي .
ابتسمت الفتيات وشعرن بالرضا والسرور ، وتبادلن القبلات بمحبة وود ، وعلا صوت الضحك وهو يملأ المكان بالسعادة والفرح .
حلق الطائر عاليًا وهو مبتسم قائلا : لا تتشاجروا يا أصدقاء ، أحبوا بعضكم البعض ، فإن الحياة لن تعود مرة أخرى .
.........
مها حيدر
من مجموعتي القصصية ( الطائر المهاجر )