الأحد، 29 يناير 2023

قصة قصيرة *** رؤية أمس الضبابية *** بقلم الأديبة الراقية / Walaa Qwasmeh .............

قصة قصيرة

رؤية أمس الضبابية

بقلم الأديبة الراقية 

Walaa Qwasmeh

.............


 

رؤية أمس الضبابية

لأول مرة في حياتي أحزنُ من منظرِ غيمةٍ عابرة، ليستْ كغيرها؛ فقد اتخذتْ شكلاً بشرياً اغرورق في دموعه.

 لم أُطِلْ الوقوف بالقرب من نافذة المشفى المستطيلة، رغم تناسق ألوان السهول ما بين الأصفر والأخضر المريح للنظر والأعصاب، وسحر الجبال الممتدة كثيفة الأشجار، إلا أنَّ قدماي المرتبكة المتعبة أمرتني بالجلوس حالاً.

إلتهمَ الخوفُ أعصابي مع دوران تلك الساعة المثبتة على الجدار القرميدي، وقدوم الطبيبة بوقت متأخر، فأنا لم أجرب هذا النوع من العلاج الطبيعي لآلام العضلات من قبل، ولا أعرف عنه شيئاً،

 تعبتُ وانتظرتُ كثيراً، حتى تمنيتُ لو أني لم أخلق على هذه الحياة، أو كنتُ مجرد طائر طليق.

بينما الجميع في قاعة الانتظار مشغولين بصوت طقطقة أصابعي، وسيجارة أحدهم الخانقة.

 دخلت فتاة تقاربني في العمر بخطوات واهنة، ألقَتْ السلام بصوت خافت، جلستْ بجانبي جِلسة خاطئة، مما زاد من ألمها، تدعى" سلوى"، بعد دقائق بادرتْ هي وسألتْ بخجل بصوت مبحوح:

_ لماذا كل هذا التوتر؟!! هل مرضك خطير؟

أجبتُها بفكر مشوش:

 أُعاني منذ فترة طويلة من شد عضلي أنهكني، واليوم أولى الجلسات الحرارية، في الحقيقة سمعتُ أنها تُضاعِفُ الألم ثم يتلاشى ويزول، ثم تابعتُ لكي أخفف عن نفسي:

أنا واثقة أنه من بعد هذا اليوم سَيقلُّ القلق تدريجياً؛ لِأَنَّ تِكرار المُثير يُقلل الاستجابة.

سلوى:

كم أتمنى لو همومي اقتصرتْ عند هذا الحد، ولكن أنا التي تتقاذفني المصائب والأمراض تباعاً، احتلتْ أوقاتي، نزعتْ أفراحي، فلا متسع لدي لا للشهيق ولا للزفير، رغم أوجاع المعدة والديسك وصعوبة المشي، حملتُ نفسي بتثاقل وجئت.

أنا:

 لماذا لم يأتِ معك أحد؟ أين أسرتك؟

سلوى وقد ابتسمتْ بمرارة، بفم يكاد يخلو من الأسنان، وقد تَغَضَّنَ وجهها:

_ أنا يتيمة الأبوين، فقدتُهم هم وإخوتي في حادث سير كنتُ انا الناجية الوحيدة منه، زوجي مريض مشلول لا يعمل، عندي طفل واحد، مبتلى بلحمية زائدة في الحنجرة، ولا يستطيع النوم إلا في وضعية الجلوس فقط.

أطبقتْ رموشها، رجفتْ جفونها، ران صمت عميم،

استأنفتْ بوحها الكئيب بعد مرور ربع ساعة تقريباً بصوت ملتاع:

_ وعمليته الجراحية لا تتم إلا بعمر معين، ومن المستحيل إجراؤها حالياً.

 وأردفَتْ بملامح باهتة:

_ انتظارُكِ لساعات، أما نحن فرهن انقضاء السنوات.

تَيَبَّسَ الكلامُ وعلق بداخلي حتى اختنقتُ، كادتْ عروقي تنفجر من تخيل فظاعة ما يكابده ذلك الطفل لولا تَدَخُّل صوت الطبيبة الذي جاء في الوقت المناسب:

_ ليلى جاء دورك يا أديبتنا الرائعة

أنا وقد نسيتُ فمي فاغراً من هول المفاجأة:

_ هل تعرفينني من قبل؟!!!

الطبيبة بضحكة ملأت وجهها:

_ نعم، أنتِ غنية عن التعريف، يومياً أقرأ كلماتك على مواقع التواصل الاجتماعي وكم دعوتُ الله أن ألتقي بكِ و ...

قبل أن تُكمِلَ حديثها، تَغيَّر لونها، جَذَبَتْها الأرضُ نحوها، مددتُ يدي على الفور لها وساعدتُها على الوقوف، وأحضرتُ لها الماء.

سألتُها وقد تَشَوَّشَتْ أفكاري:

_ ما بكِ؟ ماذا حدث لكِ؟

أجابتْ بامتعاض:

_ أنا عبارة عن قائمة طويلة من الأمراض التي لا حصر لها، أُعالجُ الناس، ولا وقت لمعالجة نفسي.

بدأتْ بخطوات العلاج وهي تذكر لي ما قرأتْهُ من نصوصي الأدبية المتواضعة ببطء؛ كي لا تنسى شيئاً منها، وبعد تأكدها أن الأمور تسير على ما يرام، ومن عدم شعوري بالألم، تابعتْ بتلعثم واضح:

_ أعتقد أن هذه المشكلة الصحية الوحيدة التي تعاني منها، ولكن أنا ماذا أقول؟ ومن أين أبدأ؟

 صدقاً .. أحتاج صيدلية بأكملها لأتعافى.

هربَتْ من أفكارها بنظرة إلى هاتفها، طال وقت الوجوم، ارتابني ملل رهيب، أزال ذلك زيارة طبيبة من قسم آخر بعد إخبارها بوجودي.

وجهها مشرق، حضورها بهي، أسلوبها ندي.

استهلتْ كلامها بصوت فيروزي:

_ أهلاً وسهلاً بكاتبتنا الفذة، رَفعتِ اسم محافظتنا وبلدنا عالياً، بإسمي واسم جميع الكادر الطبي نرحب بكِ، نُباهي بإنجازاتك، قرأنا كل حرف كتبتيه، ولكن لم نرتوِ بعد.

 بانتظار المزيد من سَيْلِ و جمالية قلمك، بكل شغف وحُبور.

مَشَتْ باتجاه النافذة، تَتَبَّعَتْ عيوني مسارها بفضولٍ مُحتدِم، أزاحَتْ الستارة المزخرفة، سمحتْ لجدائل الشمس أن تفردَ ضياءها، حاملة لشعلة الطاقة الإيجابية قادمة نحوي، ثم غادرتُ بعد أن بادلتهن أعذب التحايا، وعدتُ إلى بيتي بروحٍ متجددة.

بقلمي:

walaa Qwasmeh

27/1/2023

 

قصة قصيرة *** لحظات : *** بقلم الأديب الراقي / أ. ب. عرابي ............

قصة قصيرة

لحظات :

بقلم الأديب الراقي

أ. ب. عرابي

............


 

لحظات :

  انزوى المسكين أمام الموقد ليلا يسمع رنين الرياح

و زمهرير قارس    و صوت كالعويل ، لو لم يكن الليل لحسبه هديل أو أنين .

 فسرعان ما أدرك أن الأرواح المزهوقة من دشرته في زمن هرم تصدر هذه الحشرجات فاستغرب مليا ثم تذكر الأيام الدافئة زمن الصبا أنسته شظف الطبيعة و مأقط الشتاء ، ... الأم تعد طبق العشاء و الجد يسرد حكايات الزمن الغابر لأحفاده الغائصين بهذه الأقاصيص

 أكثر من الجد نفسه حتى تولّدت لكل منهم نرجسيته  .

 أعاد لهم مقتطفات من شريط حياته مرّها بحلوها و رحلاته اللامتناهية في زمن متناه و سنينه العجاف في سجن الغربة و شكواه الأهل مع الطيور المهاجرة بين رحلتي الشتاء و الصيف .

 عاد المسكين إلى لحظته  فلم يجد سوى صغيرتيه التوأم ملفوفتين بثوب ضربت عليه العنكبوت نسجا لبيتها  ، فصعدت تنهدة من جوف أعماقه حزنا على طرفه الآخر الذي قتل برصاص العدو .

 فانحنى للنوم لكنه شعر بالوحدة وظلم الزمان وغدره الذي سلبه حتى غمضة عين .

 أصوات الطبيعة الهائجة في الخارج و أفكار متناثرة أحدثت زلزالا بداخل مخيلته .

...............

الأستاذ بن بقر عرابي . الجزائر

 

الأربعاء، 25 يناير 2023

الصفحة المضيئة *** قصة قصيرة *** بقلم الأديب الراقي / عبد الفتاح حموده

الصفحه المضيئه

قصة قصيرة

بقلم الأديب الراقي 

عبد الفتاح حموده

..........


 

الصفحة المضيئة

أسمي  حنان عبد البر سالم أعمل في أحدى الوظائف الحكوميه وأقيم مع والدتي وشقيقي نشأت في حي بولاق أبو العلا بالقاهره.

كنت مغرمة منذ الصغر بالكتابه الأمر الذي دفعني إلى خوض مجال تبادل الرسائل مع الناس وذلك قبل أنتشار وسائل الأتصال  الحديثه مما أكسبني  المزيد من الأصدقاء والتقرب إلى الناس داخل مصر وخارجها طالما أن هذه الرسائل المتبادلة هي وسيله للتعارف وتبادل الفكر والرأي..

ومن بين الأصدقاء الأستاذ/ محمد الدوماني الموظف في أحد المصارف بالمنصورة.. وكان له الفضل في أنه قدمني  لأحد أصدقائه (حسام) وهو الآخر من هواه تبادل الرسائل وتبين لي مع مرور الأيام أنه يتميز عن بقيه أصدقائي بالصدق والصراحة والبساطة الأمر الذي دفعني للرغبة في زيارته في موطنه.

فرحب بزيارتي ولكنه التمس العذر لإرجاء موعد الزيارة أسبوعا واحدا وأوضح لي أن السبب أن له شقيقته (من والدته) تعاني من أضطرابات نفسيه لأن زوجها قد أستبدلها بزوجة أخرى بل وأسكنها  في بيت الزوجيه ولما ذهبت شقيقته ووجدت ما فعله زوجها وثارت وأنفعلت فطردها زوجها وبالغ في أهانتها حتى عادت إلى أمها في حاله يرثى لها

ومكثت عند أمها حتى بدأت تهدأ إلى حدما فعادت إلى غرفه صغيره أعدّها عمها لها في البيت الذي يقيم فيه.

فأكتفيت بالصمت عندما علمت سبب تأجيل الزياره وأنا فى غايه الأطمئنان وأنا أتعامل  مع إنسان صريح وواضح بهذا الشكل.

وفي الموعد المحدد ذهبت  للزياره وكان حسام في إستقبالي وصحبني إلى بيته حيث رحبت بي  والدته غاية الترحيب وشعرت كأنها أمي  بدفء مشاعرها وأنا فى حضنها.

وجلسنا على المائده نتناول الطعام وشعرت كأني بين أهلي وفي بيتي تماما.

ومرّ الوقت سريعا كما هو الحال في الأوقات التي نسعد فيها فنتمني أن تتوقف عقارب الساعه وأضطريت للانصراف حتى لايتأخر طبي الوقت وخلال طريق العوده كنت في غايه السعاده بهذه الزياره وهو أحساس بالثقه والأطمئنان في أسره سعدت بهم غايه السعاده.

وبعد بضعه أيام من عودتي من زياره حسام صفعني القدر صفعه قويه كادت تؤدي إلى حتفي وفي صعوبه بالغه أمسكت بالقلم ويدي ترتجف وكتبت لحسام عباره واحده(توفيت أمي اليوم) وما أن وصلته رسالتي حتى وجدته قادما إلئ لكي يقف إلى جواري في هذه المحنه وألتقينا وأفرغت له كل حس بالحزن لفقدان أغلى ما في حياتي وكانت مواساته لي كالبلسم الذي يداوي الجراح جعلتني أحاول أن أتماسك وأزداد صبرا ورضا بقضاء الله.

أجمل مافي الوجود أن يجد المرء من يشاركه أفراحه وأحزانه فلا يشعر أبدا أنه وحيدا في مواجهه الحياه.

وذات يوم فوجئت بشقيقي نشأت بادر في التفكير في الزواج وكأن أمه لم تمت من قريب ودون مراعاه لمشاعري في هذا التوقيت الحزين إذ أنه قرر الزواج في شقتنا.

وبعد أيام قليله جاءت الفتاه التي سوف يتزوج منها وأمها للاطلاع على الشقه وما يمكن تجديده أو تغييره أو الأستغناء عنه.. وكل هذا وأنا حبيسه في غرفتي دون أدنى مراعاه لمشاعري.

وعندما قارب شهر رمضان المبارك على الانتهاء وصلتني رساله من حسام يبلغني فيها

أنه قد نوى الاعتكاف في المسجد مابقى من أيام من هذا الشهر المبارك ولن يتمكن من إرسال أي رساله في هذه الفتره.

وبعدما أنتهت هذه الفتره بدأ حسام يحاسب نفسه حسابا دقيقا حتى أمر تبادل الرسائل بيني وبينه لم يسلم من بحث أمره.

ولم يخطر ببالي أن نصل بعلاقتنا إلى هذا المنحدر الضيق أبدا.

هكذا الدنيا لاتعطي الإنسان ما يتمناه فعدت للإحساس بالوحده القاتله بعدما فقدت ثلاث أشخاص أمي ثم أخى نشأت وأخيرا حسام وقد أحكم القدر طعنته لي.

وذات يوم وصلتني رسالة من حسام يخبرني فيها بأنه قد تم التعاقد معه للعمل بإحدى دول الخليج وأنه يريد الأطمئنان على حالي قبل السفر وللأسف الشديد جاءت رسالته متأخره حيث أضطررت الموافقه على الزواج من أول طارق للزواج مني هربا من أحساسي بالوحده بعد زواج أخي الذي أفقدني أحساسي به كأخ ولم يبالي بي ولم يشعر بي وأنا أغلق علي نفسي غرفتي أبكي ما آلت إلى حياتي.

هكذا طوى القدر صفحة مضيئه في حياتي وبسمه أضاءت حياتي بوجودها.. وذكري سعيده لن أنساها ما حييت توقفت بعدها عن الكتابه إلى أي أحد.

مع تحياتي عبد الفتاح حموده)

 

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...