الصفحه المضيئه
قصة قصيرة
بقلم الأديب الراقي
عبد الفتاح حموده
..........
الصفحة المضيئة
أسمي حنان عبد البر سالم أعمل في أحدى الوظائف الحكوميه وأقيم مع والدتي وشقيقي نشأت في حي بولاق أبو العلا بالقاهره.
كنت مغرمة منذ الصغر بالكتابه الأمر الذي دفعني إلى خوض مجال تبادل الرسائل مع الناس وذلك قبل أنتشار وسائل الأتصال الحديثه مما أكسبني المزيد من الأصدقاء والتقرب إلى الناس داخل مصر وخارجها طالما أن هذه الرسائل المتبادلة هي وسيله للتعارف وتبادل الفكر والرأي..
ومن بين الأصدقاء الأستاذ/ محمد الدوماني الموظف في أحد المصارف بالمنصورة.. وكان له الفضل في أنه قدمني لأحد أصدقائه (حسام) وهو الآخر من هواه تبادل الرسائل وتبين لي مع مرور الأيام أنه يتميز عن بقيه أصدقائي بالصدق والصراحة والبساطة الأمر الذي دفعني للرغبة في زيارته في موطنه.
فرحب بزيارتي ولكنه التمس العذر لإرجاء موعد الزيارة أسبوعا واحدا وأوضح لي أن السبب أن له شقيقته (من والدته) تعاني من أضطرابات نفسيه لأن زوجها قد أستبدلها بزوجة أخرى بل وأسكنها في بيت الزوجيه ولما ذهبت شقيقته ووجدت ما فعله زوجها وثارت وأنفعلت فطردها زوجها وبالغ في أهانتها حتى عادت إلى أمها في حاله يرثى لها
ومكثت عند أمها حتى بدأت تهدأ إلى حدما فعادت إلى غرفه صغيره أعدّها عمها لها في البيت الذي يقيم فيه.
فأكتفيت بالصمت عندما علمت سبب تأجيل الزياره وأنا فى غايه الأطمئنان وأنا أتعامل مع إنسان صريح وواضح بهذا الشكل.
وفي الموعد المحدد ذهبت للزياره وكان حسام في إستقبالي وصحبني إلى بيته حيث رحبت بي والدته غاية الترحيب وشعرت كأنها أمي بدفء مشاعرها وأنا فى حضنها.
وجلسنا على المائده نتناول الطعام وشعرت كأني بين أهلي وفي بيتي تماما.
ومرّ الوقت سريعا كما هو الحال في الأوقات التي نسعد فيها فنتمني أن تتوقف عقارب الساعه وأضطريت للانصراف حتى لايتأخر طبي الوقت وخلال طريق العوده كنت في غايه السعاده بهذه الزياره وهو أحساس بالثقه والأطمئنان في أسره سعدت بهم غايه السعاده.
وبعد بضعه أيام من عودتي من زياره حسام صفعني القدر صفعه قويه كادت تؤدي إلى حتفي وفي صعوبه بالغه أمسكت بالقلم ويدي ترتجف وكتبت لحسام عباره واحده(توفيت أمي اليوم) وما أن وصلته رسالتي حتى وجدته قادما إلئ لكي يقف إلى جواري في هذه المحنه وألتقينا وأفرغت له كل حس بالحزن لفقدان أغلى ما في حياتي وكانت مواساته لي كالبلسم الذي يداوي الجراح جعلتني أحاول أن أتماسك وأزداد صبرا ورضا بقضاء الله.
أجمل مافي الوجود أن يجد المرء من يشاركه أفراحه وأحزانه فلا يشعر أبدا أنه وحيدا في مواجهه الحياه.
وذات يوم فوجئت بشقيقي نشأت بادر في التفكير في الزواج وكأن أمه لم تمت من قريب ودون مراعاه لمشاعري في هذا التوقيت الحزين إذ أنه قرر الزواج في شقتنا.
وبعد أيام قليله جاءت الفتاه التي سوف يتزوج منها وأمها للاطلاع على الشقه وما يمكن تجديده أو تغييره أو الأستغناء عنه.. وكل هذا وأنا حبيسه في غرفتي دون أدنى مراعاه لمشاعري.
وعندما قارب شهر رمضان المبارك على الانتهاء وصلتني رساله من حسام يبلغني فيها
أنه قد نوى الاعتكاف في المسجد مابقى من أيام من هذا الشهر المبارك ولن يتمكن من إرسال أي رساله في هذه الفتره.
وبعدما أنتهت هذه الفتره بدأ حسام يحاسب نفسه حسابا دقيقا حتى أمر تبادل الرسائل بيني وبينه لم يسلم من بحث أمره.
ولم يخطر ببالي أن نصل بعلاقتنا إلى هذا المنحدر الضيق أبدا.
هكذا الدنيا لاتعطي الإنسان ما يتمناه فعدت للإحساس بالوحده القاتله بعدما فقدت ثلاث أشخاص أمي ثم أخى نشأت وأخيرا حسام وقد أحكم القدر طعنته لي.
وذات يوم وصلتني رسالة من حسام يخبرني فيها بأنه قد تم التعاقد معه للعمل بإحدى دول الخليج وأنه يريد الأطمئنان على حالي قبل السفر وللأسف الشديد جاءت رسالته متأخره حيث أضطررت الموافقه على الزواج من أول طارق للزواج مني هربا من أحساسي بالوحده بعد زواج أخي الذي أفقدني أحساسي به كأخ ولم يبالي بي ولم يشعر بي وأنا أغلق علي نفسي غرفتي أبكي ما آلت إلى حياتي.
هكذا طوى القدر صفحة مضيئه في حياتي وبسمه أضاءت حياتي بوجودها.. وذكري سعيده لن أنساها ما حييت توقفت بعدها عن الكتابه إلى أي أحد.
مع تحياتي عبد الفتاح حموده)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق