قصة قصيرة
لحظات :
بقلم الأديب الراقي
أ. ب. عرابي
............
لحظات :
انزوى المسكين أمام الموقد ليلا يسمع رنين الرياح
و زمهرير قارس و صوت كالعويل ، لو لم يكن الليل لحسبه هديل أو أنين .
فسرعان ما أدرك أن الأرواح المزهوقة من دشرته في زمن هرم تصدر هذه الحشرجات فاستغرب مليا ثم تذكر الأيام الدافئة زمن الصبا أنسته شظف الطبيعة و مأقط الشتاء ، ... الأم تعد طبق العشاء و الجد يسرد حكايات الزمن الغابر لأحفاده الغائصين بهذه الأقاصيص
أكثر من الجد نفسه حتى تولّدت لكل منهم نرجسيته .
أعاد لهم مقتطفات من شريط حياته مرّها بحلوها و رحلاته اللامتناهية في زمن متناه و سنينه العجاف في سجن الغربة و شكواه الأهل مع الطيور المهاجرة بين رحلتي الشتاء و الصيف .
عاد المسكين إلى لحظته فلم يجد سوى صغيرتيه التوأم ملفوفتين بثوب ضربت عليه العنكبوت نسجا لبيتها ، فصعدت تنهدة من جوف أعماقه حزنا على طرفه الآخر الذي قتل برصاص العدو .
فانحنى للنوم لكنه شعر بالوحدة وظلم الزمان وغدره الذي سلبه حتى غمضة عين .
أصوات الطبيعة الهائجة في الخارج و أفكار متناثرة أحدثت زلزالا بداخل مخيلته .
...............
الأستاذ بن بقر عرابي . الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق