الأحد، 28 أبريل 2024

القصة القصيرة *** المخادع الماهر *** الأديب الراقي / عبد الفتاح حموده

القصة القصيرة

المخادع الماهر

الأديب الراقي  

عبد الفتاح حموده

............


 

المخادع الماهر

ناصر هو الرجل الذى يعمل عند الحاج سعيد منذ نعومة أظفاره وكلاهما - ناصر والحاج سعيد - لايطيق كلاهما الآخر.. ولكن حاجه الحاج سعيد لناصر هى التي تمنعه أن يفرط فيه لأنه أكثر تفهما له.. ولكن لا يمنع أن يضيق به - أحيانا – ولا يتمالك نفسه عند غضبه في طرده شر الطرد وقد يفهم الشاهد لواقعه الطرد أنه قد تخلص منه نهائيا وماهي إلا بضعه أيام حتى يحث الرجل أبنه نشأت على أن يسعى لإعادة ناصر للعمل دون أن يخبره أو يخبر أي أحد أنه وراء هذا الأمر حفاظا على مكانته أمام الناس كصاحب عمل.

يشعر ناصر أن صدره قد بدأ يأن من ثقل الأحداث والمواقف التي عاشها في فترة عمله عند الحاج سعيد لدرجة أنه كلما جلس إليه أي أحد يتحدث معه حديث إنسان يعرفه منذ سنوات طوال رغم حداثة التعارف ولكنه يتحدث فقط ليخفف عن نفسه ثقل هذه الأحداث والمواقف.

ويتميز ناصر من بين العاملين عند الحاج سعيد بأنه أكثر فهما له ويمكنه إذا شاهده عند حضوره للعمل بأن يهمس لزملائه في العمل أن الحاج سعيد ليس على ما يرام اليوم ويحذرهم بألا يتحدث إليه أي أحد منهم في أي طلب له وقد حدث أن أحد الزملاء قد تجرأ وطلب زياده راتبه الشهري فهاج الرجل وثار وبالطبع رفض طلبه.

يروى ناصر أن الحاج سعيد في بداية حياته كانت يتاجر في الأقمشة ولكنه ذات يوم أثناء زيارته لأحد تجار المواد الغذائية وجد إقبالا شديدا على الشراء منه الأمر الذى تولدت لديه الفكرة أن يستبدل تجارته بالإتجار في المواد الغذائية رغبة منه في المزيد من الكسب.

ولأن الحاج سعيد لديه مهارة مميزة في التأثير على المرأة فقد تمكن من أن يستأثر بأهتمام زوجة هذا التاجر - التي تشغل وظيفة السكرتيرة - لدرجة أنها كانت تمده بالبضاعة التي يحتاج إليها من مخازن زوجها دون علمه.

وقد جاء لزوجها من يهمس إليه بما تفعله زوجته في الخفاء دون علمه ولكنه لم يصدق بل لعله لا يريد ذلك. إلى أن جاءه اليوم الذى وجد فيه الشكوك تتراقص أمام عينيه في سخرية وتهكم وذلك عندما أخبرته أنها تحمل مولودا منه..!

وهنا أشتد الحوار بينه وبينها في إدانته لها وهو لم يعد قادرا على الإنجاب وإنكارها لهذه الإدانة.. الرجل ضعفت قواه ولم يعد قادرا على مواجهتها والتصدي لها وبعد قليل سقط الرجل من الطابق العاشر الذى يقيم فيه ومات على الفور بينما أطلت الزوجة من الشرفة تصرخ بأعلى صوتها وهي تبكى أنها لم تتمكن من إمساك زوجها عند سقوطه.

وفي سرية تامة أتصلت الزوجة بالحاج سعيد تخبره بما حدث فطلب منها الحضور وأستأجر لها شقة تقيم فيها مؤقتا ريثما تهدأ الأمور.

ومن ناحية أخرى كانت شكوك زوجة الحاج سعيد قد بلغت أقصاها فلجات إلى حيله تجعل ناصر يأتي إلى بيتها ليشتري لها بعض احتياجات البيت وحاولت جاهده أن تعرف منه ما قد يغيب عن بالها من تصرفات زوجها ووعدته لن تخبر أحد عما يقوله لها بالإضافة إلى إعطاءه بعض المال له.

وناصر بطبيعته لا يقوى على كتمان أي سر في نفسه فسرعان ما أفرغ ما فى جعبته وبعدها يتذكر ما أوصاه به الحاج سعيد إلا يفشى أسراره لأى أحد مهما كان وشعر بفداحة ما فعله عندما وجد زوجة الحاج سعيد تبكى بشدة وتتحدث عن إحساسها بالندم من أنها تزوجت من هذا الرجل رغما عن رغبة أهلها.. وأنه قد سلبها كل ما تملك ولم تعد تملك شيئا على أمل أن يسدد ديونه ويستقيم حاله.

ولم تجد المرأة أمامها سوى أن تذهب إليه في مقر عمله لتواجهه بكل شكوكها وما علمته من أخباره وتصرفاته وسلوكه المعوج..

وهناك أستقبلها الرجل بأسلوبه المؤثر وأستطاع بمهارته الفائقة في احتوائها ليس هذا فحسب بل وأقناعها بأن كل شكوكها وما علمته من أخباره هي إشاعات تطارد أي تاجر لتفسد تجارته وتحبط سيره.

ولم تجد الزوجة أمامها سوى أن تعود إلى بيتها وأن كانت لازالت الشكوك قابعه في داخلها ولكن لا حيله لها ولا تملك دليلا واحدا..!

ناصر يتميز ببراعة فائقة في التستر على الحاج سعيد وإخفاءه وإنكار وجوده عن أصحاب الحقوق لتراكم الديون على الحاج سعيد لدرجة أنه حدث يوما أن جاءه من له حق عنده ووجد سيارته أمام مقر عمله فأخبره ناصر أن الحاج قد شعر بتعب شديد أستقل سيارة أجرة وترك سيارته وعاد إلى بيته....!

وذات يوم تزاحم أصحاب الحقوق أمام مقر عمل الحاج سعيد فأقبل عليهم ناصر بصوت عال وأنكر تجمعهم وأخبرهم أن الحاج سعيد قد أستلم شيكا بمبلغ كبير ..  وذهب إلى القاهرة لإصلاح خطأ به وأخبرهم كل من له حق سوف يستلم ماله بالكامل دون نقصان...!

وذات يوم عرض على الحاج سعيد أحد أصدقاءه الذى يعمل في مطعم شهير تغيير نشاطه إلى مطعم للأسماك واللحوم وأخبره أنه له علاقات كثيره بالعملاء المميزين وأن ذلك من شأنه نجاح هذا المشروع.

وبالفعل أعدّ الحاج سعيد المكان ليكون مطعما مناسبا وساعده في ذلك صديقه الذى وعده أن يبذل ما في وسعه لإنجاح المشروع بتخصيص وتكثيف خبراته العملية فضلا على علاقاته بالعملاء ورجال الأعمال.

وبعد أشهر قليلة أشتد الخلاف بين الحاج سعيد وصديقه لأن المطعم لم يجد الرواج المناسب وكثرت شكاوى الجيران من رائحة العفن من اللحوم والأسماك التي تنبعث من المطعم نتيجة تراكمها وتخزينها لفترات طويلة.

ولاشك ازدادت الديون وتراكمت أكثر من ذي قبل على الحاج سعيد الأمر الذى كان يسعى لتكرار اختفائه عن الأنظار وملاحقة أصحاب الحقوق ويساعده في ذلك ناصر ببراعته وفطنته وسرعة بديهته.

وأثناء ذلك قام ناصر ليرد على الهاتف وبجواره يجلس الحاج سعيد فسأله المتصل :الحاج سعيد موجود يا ناصر

أجاب ناصر :أبدا غير موجود..!

مع تحياتي عبدالفتاح حموده

 

الأربعاء، 17 أبريل 2024

القصة القصيرة *** وداعا روحيه *** الأديب الراقي / عبد الفتاح حموده ..............

القصة القصيرة 

وداعا روحيه

الأديب الراقي 

عبد الفتاح حموده

..............

 



وداعا روحيه

روحيه هو أسم بطله قصتنا اليوم وهى من الواقع الفعلى لإمرأه بسيطه كانت تعيش فى الباديه ممن يطلق عليهم العرب وتتمتع بجمال هادى يشجى الناظر إليها ويشعر بطيبه قلبها وبساطتها وفطرتها السليمه التى لازيف فيها أبدا.

وكانت تتردد على أمها التى تقيم فى أحدى مدن مدينة الإسكندرية(مصر) ولما تنتهى زيارتها تقوم الأم بتوصيلها إلى موقف الباص الذى يستقلها إلى حيث إقامتها ويذهب مع أمها أخيها -من الأم فقط-

وذات يوم وضعت روحيه أبنها الوحيد فلم تلد غيره وكانت تعيش في هدوء وسلام وأستقرار تام.

تقوم بأعمال البيت كأى إمرأه تتفرغ لها وأن كان إمرأه الباديه تجد غايه المشقه فى أعمال البيت بسبب قله الإمكانات وبساطتها بخلاف أى إمرأه فى المدينه التى تتوفر لديها أحدث الأجهزه التى توفر عليها الكثير من الجهد والمعاناه وكذلك الوقت.

ويبدو أن لكل سعاده ما ينغصها وعلى من يسعد أن يدفع ضريبه ما أعطته الدنيا فى غفله منها ليسعد مؤقتا ويتأكد أنه لايسعد المرء فى الحياه إلا أوقاتا محدده .

فقد أستطاعت إمرأه أخرى أن تتسلل إلى هذا البيت الهادئ المستقر لتفسده وتزعزع أستقراره وتبدّل حاله إلى النقيض تماما فقد تزوج الرجل منها بل وأسكنها فى بيت الزوجيه فى يوم كانت روحيه فى زياره أمها ولما عادت فوجئت بالأمر بل وقام الزوج بطردها من البيت شر طرد مصحوبا بالإهانات والسباب فعادت إلى أمها فى حاله يرثى لها فى غايه البؤس والشجن.

والأمر الذى ترتب عليه أضطراب نفسها وأتنفاضه جسدها وأرتجافها بل وزاد الأمر إلى توترها وغيابها عن الوعى وفقدان ذاكرتها من شده الألم فما أشد طعنه أقرب الناس إليها وهى لاتدرى ماذا جرى وما الذى دفع زوجها إلى كل هذا وهو الذى كان يتحدث إليها وعنها بكل ماتطيب به النفس ويلقى إستحسان ورضا.

ومن يومها وكلما شاهدها أى أحد يقول 

(روحيه جنت بالفعل تماما)

ولعلهم على حق فقد كانت تصرفاتها لاتوحى بذره من العقل تتحدث بكلام غير مفهوم وتسير فى الشارع بلا هدى ولا هدف وتجمع القاذورات من هنا وهناك .

وما زادها سوءا وإختلالا هو أن عمها أخذ منها الغرفه التى كانت تقيم فيها وأسكنها فى مكان أشبه بكوخ من الخشب على طرقات درج المنزل الذى تقيم فيه وتهالك الكوخ مع مرّ الأيام حتى أصبح المكان عاريا إلا من مكان الفراش الذى تنام عليه وأن كان فراشها قد تهالك هو أيضا وساء حاله هو الآخر.

وكانت تنام هكذا بلا مأوى ولا تجد الدفء فى الشتاء القارس ولا مكان يحفظها من وهج الشمس وحراره الجو.

وكانت صحتها تزداد سوءا بعد سوء حتى أودعها عمها فى أحدى دور الرعايه.

وهكذا أحكمت الحياه طعنتها فى زياده مأساتها فى وفاه أمها الصدر الحنون والمأوى الروحى لها الأمر الذى زاد من حالها سوءا وبدأت تتهالك وتضعف حتى رقدت على بقايا فراشها وهى لازالت لاتعرف لماذا كل هذا..؟

هكذا طوى القدر صفحتها بسلسلة متواصله من المعاناه لكثير منها مقابل القليل من السعاده والراحه .

رحمه الله عليها وأسكنها الله فسيح جناته.

تحياتى عبد الفتاح حموده

 

الجمعة، 12 أبريل 2024

القصة القصيرة *** السيف الوردي *** للأديبة المتألقة / مها حيدر *****

القصة القصيرة

السيف الوردي

للأديبة المتألقة 

 مها حيدر

*****

 


عندما كنت ذاهبة للتسوق المنزلي، مررت بمشهد كسر مشاعري وحطم قلبي، إمرأة جميلة تتعرض للعنف من زوجها، هل أتدخل؟!

هل أرفع سيفي الوردي للمدافعة عن حقوقنا التي انقرضت منذ سنين ؟!

تقدمت بخطوات مسرعة وأبعدت الرجل قائلة له :

ماذا تفعل .. ولماذا ؟!

قال بغضب :

-ما شانك بنا !!إنها خصوصياتنا لا تدعيني

قاطعته : لن تستطيع ضربي ..

فرفعت سيفي الوردي اللامع الذي خاف منه وهرب ..

رن صوت المنبه : اوووف... للأسف كان حلمًا ..

أتمنى أن يكون لكل النساء سيف وردي 

.......

مها حيدر

 

قصة قصيرة جداً *** كينونة *** الأديب الراقي / محمد علي بلال ..... سورية ......

  قصة قصيرة جداً   كينونة الأديب الراقي محمد علي بلال  ...... سورية .....  قصة قصيرة جداً كينونة ** تمرد على اعوجاج السبل، لما سلك طر...